يا له من مثال مؤثر لانتظار الرب بطريقة عملية نجده في قصة مفيبوشث وداود (2صم19)! لقد صنع داود الملك، مع مفيبوشث، إحسان الله (2صم9)، وقرَّبه إلى شخصه قُربًا عجيبًا، وأجلسَهُ على مائدته ليأكل دائمًا، كواحد من بني الملك. ولكن عند غياب الملك داود بسبب ثورة أبشالوم ابنه، كان قلب مفيبوشث مُتعلّقًا بداود الذي أظهر له كل الحب والعطف. وكانت كل مشاعره تتوق إلى رؤية الملك. وقد تعرَّض للغش والخداع مِن قِبَل صيبا العبد الشـرير. ولكنه رغم حالته الصحية صمَّم على مقابلة الملك «ونزلَ ... للقَاءِ المَلِك، ولَم يَعتَنِ برجلَيهِ، ولا اعتنى بلِحيَتهِ، ولا غسلَ ثيابَهُ، من اليومِ الذي ذهب فيهِ المَلِكُ إِلى اليومِ الذي أتى فيهِ بسَلاَمٍ» ( 2صم 19: 24 ). كان كل قلبه مُتجهًا إلى الملك شخصيًا، وكان لا يريد أي شيء آخر. فمع أن العطايا جميلة ورائعة، ولكن ما قيمة العطايا إذا قورنت بالعاطي. فالعاطي هو الأهم، وليس مجرَّد العطايا. هكذا كان قلب مفيبوشث. فعندما قال له الملك داود: «لماذا تتكلَّمُ بعدُ بأُمُورِكَ؟ قَد قلتُ إِنَّكَ أَنتَ وصِيبَا تَقْسِمانِ الحَقلَ». أجاب مفيبوشث وقال للملك: «فليَأخُذِ الكُلَّ أَيضًا بعدَ أَن جَاءَ سَيِّدي المَلِكُ بسَلاَمٍ ..» (ع29، 30).