منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 05 - 2013, 08:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

اسكندر النحاس وشروره
اسكندر النحاس وشروره
لعلنا نستطيع أن نفهم هذه الشرور متى حددنا من هو اسكندر النحاس هذا ، وقد اختلفت الآراء حوله ، فهناك من يعتقد أنه ذلك اليهودى الذى كان يتصدر اليهود المضادين لبولس فى أفسس : «وكان البعض يصرخون بشئ والبعض بشئ آخر لأن المحفل كان مضطرباً وأكثرهم لا يدرون لأى شئ كانوا قد اجتمعوا . فاجتذبوا اسكندر من الجمع . وكان اليهود يدفعونه . فأشار إسكندر بيده يريد أن يحتج للشعب . فلما عرفوا أنه يهودى صار صوت واحد من الجميع صارخين نحو مدة ساعتين عظيمة هى أرطميس الأفسسيين » ( أع 19 : 32 - 34 ) ... وهناك من يرجح أنه يهودى آمن بالمسيحية ثم ارتد عن الإيمان وهو الذى تحدث عنه بولس فى الرسالة الأولى إلى تيموثاوس عندما قال : « ولك إيمان وضمير صالح الذى إذ رفضه قوم انكسرت بهم السفينة من جهة الإيمان أيضاً الذين منهم هيمينايس والإسكندر اللذان أسلمتهما للشيطان لكى يؤدبا حتى لا يجدفا » ( 1 تى 1 : 19 ، 20 ) .. على أن هناك من يأخذ برأى ثالث فيقول إن اسكندر النحاس، وقد أضيفت إليه صناعته ولقبه ، كان شخصاً آخر ، وقد لقب بلقبه تمييزاً له عن الشخصين المشار إليهما ، ... على أنه مهما يكن الاختلاف ، فإن الصورة التى وضعها الرسول، تكشف عن أهم ثلاثة أسباب يكمن دائماً خلفها الشر الكبير ، ومرات كثيرة ما يكون هذا الشر بلا أمل ، أو علاج ... فإذا كان اسكندر يهودياً حسب الصورة الأولى ، وقد دفعه القوم ليكون مقداماً لهم فى الهجوم على بولس ، ومع ذلك فلكونه يهودياً ، لم يستطع أن يتكلم من الصراخ الذى استمر لمدة ساعتين دون توقف ، وبكيفية لا يسمع معها أى شئ على الإطلاق ، .. وكل ذلك بسبب التعصب ، وقد تحدثنا فى أكثر من مناسبة عن التعصب الأعمى الذى لا يريد أن يرى أو يسمع أو يصغى على الإطلاق ، وقد وصفه يوحنا بنيان أروع وصف ، فالنفس البشرية كالقلعة المسورة التى يريد عمانوئيل اقتحامها ، وللقلعة خمسة أبواب هى الحواس الخمس باب الأذن ، وباب العين وباب الفم ، وباب اللمس ، وباب الشم ، وقد حصنها إبليس ، وعند باب الأذن أوقف ستين جباراً من الصم يصدون الأذن عن كل نداء ، ... وقد يكون التعصب عن طريق العين ، فالأبيض لا يريد أن يرى الزنجى ، والغنى لا يريد أن يرى الفقير ، والعالم لا يريد أن يرى الجاهل ، ... وقد قص دكتور ماكراكن قصة عن سيدة اسكتلندية اسمها مسز ماكدوف كانت تكره كل عمل يأتيه راعى كنيستها فإذا أطال العظة ، قالت : عظة مملة ، وإذا اختصر قالت مخلة ، إذا لم يزر قالت إنه منطو ، وإذا زار قالت إنه يعمل على جذب النفس إليه لا إلى المسيح ، كان كل عمل يعمله يواجه منها بعدم رضا ، وقرر الراعى أن يزور جميع أعضاء كنيسته الصغيرة ، وفعلا قام بالزيارة حتى وصل بالقرب من منزل مسز ماكدوف ، وأبصر ستارة النافذة تتحرك فعلم أنها كانت تراقبه ، ولما وصل إلى بيتها تردد هل يطرق بابها ، ولكنه أخيراً فعل ، طرق مرة ومرتين وثلاث مرات دون إجابة ، ... وأخيرا ركع أمام الباب ووضع عينه فى ثقب المفتاح فأبصر مسز ماكدوف تفعل نظيره من الناحية الأخرى ، فهتف يامسز ماكدوف هذه هى المرة الأولى التى نظر الواحد منا فى عين الآخر ... وفى كل مكان فى الأرض نجد أثار التعصب ، ألم يكن سسل رودس يعتقد أن أعظم شعب فى العالم هو الشعب البريطانى ؟ ألم يطلق اليابانيون على أنفسهم أبناء االشمس وأبناء السماء ؟ ، ألم يوجد الأمريكى الذى اعتقد أن اللّه لم يخلق مخلوقاً أفضل من الأمريكى ، وقد بدأ اللّه فخلق الغوريلا ، فالشمبانزى ، فالمكسيكى ، فالهندى الأحمر ، فاليابانى ، فالألمانى ، فالاسكتلندى ، فالانجليزى ، ثم جاء اليوم المجيد الذى خلق فيه الأمريكى !! .. فى الحقيقة إن فى العالم جدراناً كثيرة للتعصب ينبغى أن تزال ، وبدلا من أن نقيم جداراً بيننا وبين جيراننا ، من الأفضل أن نقيم طريقاً ، ... وكل واحد فى الأرض هو أخى الذى احتاج إليه ، ويحتاج إلىَّ ، فمثلا جندى أمريكى جريح فى الشرق الأقصى مدين بحياته لعالم يابانى هو كيستاسانو مكتشف جرثومة التيتانوس ، وجندى روسى نقل له دم جديد والفضل لرجل نمساوى هو لاندستانير ، وجندى ألمانى تحصن ضد التيفود بمعرفة روسى هو متشنيكوف، وبارجة هولندية نجت من الملاريا والفضل لجراسى الإيطالى ، وطيار إنجليزى فى شمال أفريقيا نجا من فساد جرح عملية بفضل فرنسى هو باستير وألمانى هو كوخ ، .. وفى السلم نجا أولادنا من الدفتريا بفضل يابانى وألمانى ، ومن الجدرى بفضل إنجليزى وهكذا ... إن المتعصب الأعمى وحش غير قابل للترويض ، ... وإذا كان أحدهم قد تخيل أن الحيوانات والوحوش اجتمعت معاً لتبحث مشروع الحصول على أمانهم فى المستقبل ، إذ بالفيل يقول : إن كل شئ يكون حسناً إذا تخلص الجميع من كل أسلحة الدفاع والهجوم ، ولم يبقوا إلا الأسنان ، أما النمر فلم يقبل هذا الاقتراح وقال إنه مستعد أن يستغنى عن كل سلاح ماعدا المخالب ، وكان اقتراح الذئب الاستغناء عن كل سلاح ماعدا الأنياب ، .. وكان غضب الدب عظيماً لأنهم لم يوافقوا على إنهاء مشاكلهم بحضنة واحدة كبيرة !! ..
على أنه من المحتمل عند البعض أن يكون إسكندر النحاس هو الإسكندر المرتد عن الإيمان ، والذى أسلمه الرسول للشيطان للتأديب ، حتى لا يجدف ، والمقصود بتسليمه هنا حسب رأى الشراح هو أن اسكندر انضم إلى الكنيسة ، وربما كان متحمساً فى البداءة ، ويقال أنه كان خطيباً مفوها ، ولا يمكن أن يقاوم بولس وأقواله سوى الخطيب المفوه ، وربما كان له مصالح وأغراض لم يمكنه بولس منها ، فخبا حماسه ، وتحول عدواً لدوداً لبولس يحاربه كمرتد ، وإذ رأى بولس ذلك حكم بقطعه من الكنيسة ، فطرد منها ، وازداد غيظه ورغبته فى الانتقام من بولس ، وفعل ما يفعله المرتدون الذين يملأ الشيطان قلوبهم وأفكارهم ، فيعيشون على شئ واحد يصبح رغبة حياتهم الكبرى ، هو هدم الإيمان الذى أمسكوا به مرة سابقة فى حياتهم ، وفى العادة يكون المرتد عن دين ، من أكثر الناس حرصاً على تدمير الدين الذى ارتد عنه ، وهى ظاهرة نفسية جديرة بالتأمل والالتفات ، .. والمعتقد أن المرتد ، وإن تظاهر بحماسه للدين أو المعتقد الذى تحول إليه ، إلا أنه فى الحقيقة يغطى صراعاً نفسياً رهيباً داخلياً يحاول التخلص منه بالإمعان فى الثورة واضطهاد الدين الذى تخلى عنه ، والمرتد الذى تخلى عن معتقده سعياً وراء أغراض دنيوية، أو بهيمية أو اجتماعية منحطة ، لا يرغب أن يعيش فى صراع مع وجدانه وضميره كان لحظة بسبب هذا الانحطاط ، وهو يتلمس لذلك تغطية هذه جميعاً برفس المناخس ، وإلا دعاء بأنه ذهب إلى الاتجاه الآخر من أجل أمور سامية وشريفة ، وهو لا يقبل أن يرى أمام عينيه ما يذكره بالتحول الذى طرأ عليه ، ولذلك فهو يمعن كل الإمعان فى التخلص من الدين أو المعتقد الذى عاش فيه فترة من الزمن !! .. ومن الملاحظ أن بولس أسلم هيمينايس والاسكندر للشيطان بالطرد من الكنيسة وحرمانها من الامتيازات الكنسية ، وقد يتعرضان بسبب تجديفهما إلى الضربات الإلهية ، ومثل ذلك قد يكون رادعاً للبعض ، أو قد يزيد المرتد اصراراً على ارتداده !! ..
على أن الرأى الثالث هو أن مشكلة إسكندر النحاس العويصة كانت المشكلة المالية ، إذ كانت تتملكه محبة المال ، « ومحبة المال أصل لكل الشرور الذى إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم باوجاع كثيرة » ، ( 1 تى : 10 ) كان الرجل يكسب من صناعة التماثيل النحاسية والأصنام التى كان يعملها ، وهو كديمتريوس الصنائع ، استعرض صناعتها كلها للبوار تضيع كل مكاسبه نتيجة تبشير بولس وتعليمه !! .. كان فى إحدى المدن أخوان يتاجران فى بيع الفحم بالقطاعى ، وحدث أن مبشراً مشهوراً زار المدينة ، وعلى أثر عظائه تجدد الأخ الأكبر ، وقد حاول جهده أن يقنع أخاه بالانضمام إلى الكنيسة ، وفى أحد الأيام قال له لماذا لا تستطيع أن تكون رجلاً صالحاً وتنضم إلى الكنيسة كما فعلت أنا !! ؟ . وأجاب الأخ الآخر : حسن أن تكون أنت عضواً فى الكنيسة ، أما إذا انضممت أنا إلى الكنيسة فمن الذى يقوم بوزن الفحم ؟!! ... كان من الصعب جداً على رجل كاإسكندر النحاس أن يتحول عن التجارة المحرمة ، ويبحث عن أشغال أخرى فى النحاس يمكن أن تعطيه المكسب الحلال ... قيل إن شاباً مسيحياً اسمه اسكار جامون كان يدير مخزناً للأطعمة ، وآمن بالمسيح وتجدد فأرسل إلى عملائه يقول : سيدى أرسل لكم هذا الكتاب ، لأذكر لكم أنى منذ تجددت فى أكتوبر الماضى كما تعلمون ، أحسست أنى يجب أن أغير سلوكى ، وقد بدأت بإبطال عادة التدخين ، على أنى بعد ذلك أحسست أنه إذا كان لا يجوز لى أن أدخن ، فلا يجوز لى أن أبيع التبغ ، قامت فى داخلى حرب، الحكمة الأرضية تنادينى أن بيع التبغ مصدر كسب لى ، لكن حكمة اللّه هتفت بى أنى أسلك فى طريق الحماقة ، وحاولت أن أبرر نفسى ، ولكن حكمة اللّه انتصرت ، وقررت أنه ابتداء من 15 أغسطس سنة 1958 سأكف عن تجارة التبغ ، على أنى سأحاول أن أقدم لعملائى أحسن ما يقدم من أصناف البقالة واللحوم . فى حدود طاقتى بالطبع ، مع قبول احترامى !! .. ومن العجيب أن مستر جامون ذكر بأنه لم يخسر عميلا واحداً ، وقد جاء الجميع يطلبون حاجتهم من متجره ، وقد امتدحوه لأمانته وشجاعته ، بل إن مثاله حفز البعض على الامتناع عن التدخين اقتداء به .. قال أحد الرعاة : إن غريباً حضر إلى كنيسته وكان فى ختام كل ترنيمة وفى أثناء العظة يهتف بكلمة « آمين » بكيفية تجلجل المكان ، وسأل الراعى نفسه : ترى هل هذا الرجل صادق ومخلص فى صوته المرتفع أم هى حركة تمثيلية ، وظل شكه مدة إلى أن جاءه فى احدى الليالى مظهرا اهتماماً كبيراً بالنفوس التى مات المسيح لأجلها ، ووضع فى يد الراعى مائتى دولار لمساعدة الكنيسة فى هذا العمل !! .. إن المال محك كبير وامتحان قاس ما أكثر ما سقط فيه الكثيرون !! .. وقد يكون السبب الذى قرر من أجله اسكندر النحاس تدمير عمل بولس ، أنه لا يستطيع ترك الربح الحرام ، وهى معركة حياة أو موت بينه وبين الرسول العتيد !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سعادة الإنسان وسروره
اسكندر النحاس
اسكندر النحاس وجزاؤه
اسكندر النحاس ومقاومته لبولس
الْبَحْر الْمْسبُوك من النحاس | بحر النحاس


الساعة الآن 06:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024