نهاية حزينة لروما وجريجوري السابع
قدم أهل جنوب إيطاليا المساعدة إلي روما لا حرصًا على سلامه البابا جريجوري السابع، ولكن خوفًا من ازدياد نفوذ هنري الرابع في إيطاليا مما يهدد مصالحهم ومطامعهم في الوصول إلى الحكم، وأحس هنري أن قواته قد خفقت عن مواجهتهم، فغادر بهم روما قبل أن يصلوها متجها إلى ألمانيا.
وهنا أسرع أهالي روما إلى إغلاق أبواب مدينتهم في وجه الغزاة خوفًا من قسوتهم إلا أنهم افتحوا المدينة في مايو 1084 وانسابوا في شوارعها ينهبون ويدمرون كل ما تصل إليه أيديهم حتى احترقت أحياء بأسرها، وبيع آلاف من أهل روما في أسواق الرقيق، ثم انسحب الغزاة بعد ذلك إلى جنوب إيطاليا تاركين روما تنعي مجدها وحرقها وقد أثارت هذه الأحداث الرأي العام المسيحي ضد جريجوري، من جديد، فهو الذي تسبب في كل هذا الخراب الذي حل بأهل مدن في ذلك الوقت، لذلك خشي جريجوري السابع أن يبقي وحيدًا في روما وسط مظاهر السخط التي أخذت تنهال عليه، وآثر مرافقة حلفائه من هؤلاء الغزاة إلى وصوله إلى بلدة سالرنو حيث مات في مايو 1085، وكانت أخر عبارة فاه بها جريجوري السابع وهو على فراش موته " لقد أحببت العدالة وكرهت الظلم، ولذا أموت مغتربًا".