مع نهاية عام وبداية عام جديد

[walaa farouk]

مع نهاية عام وبداية عام جديد :

أنا حى لأنك أنت معى
أشكرك علي نعمك وأحساناتك التي تغمرني وغمرتني بها زمان هذا مقداره ،
و لذلك أريد أن أفنى فيك، أغوص فيك وأذوب حبا.. وأذوب فيك لأجد نفسى من جديد..

أجدها ولكن قد تحولت إلى صفاتك وخصائصك.. أجدها شيئاً آخر ..
أجدها على صورتك ومثالك حقاً وحقيقة، أجدها جميلة طاهرة نقية مشرقة واضحة مقدسة .

. كلها حب وكلها جمال وكلها فضيلة.. أجدها قطعة منك فى صفاتك الجميلة وكمالاتك الإلهية.
يارب أريدك، وأريدك، وأريدك، فلا ترفضنى ولا تتحول عنى.. حقاً إننى ردىء..

وأنت لا تحب أن ترانى فى شرى.. أنا ناقص وأنت لا تريد أن ترانى فى نقصى

.. أنا كسلان ومهمل وأنت لا تريدنى فى كسلى..

تريد أن ترانى فى الصورة الجميلة التى خلقتنى عليها. لكننى قد شوهتها ولطختها بما لا ترضاه عينك أن تراه فىّ.. مع ذلك لا تتركنى لنفسى. .
تقدم واصنع معى محبة.. عندما أتيت إلى العالم من أجلي . لم يكن العالم مستحقاً، ولكن لقد جئت تفضلاً وتكرماً. بل ماذا أقول. لم يقبلوك ورفضوك مع أنك آت لخيرهم. ليكن هذا طريقك معى.. أنا لا أرفضك لكنى أريدك غير أنه يمكن أن يكون فىّ ما يستحق رفضك لى، ولكن حبك الذى أنزلك من السماء هو الذى أنا طامع فيه لينزل إلى هبوطى لترفعنى إلى علوك.. طهارتك تقترب منى لتقتل فىّ نجاستى. محبتك تقترب منى لتطرد من قلبى وكيانى كل محبة تتعارض مع محبتك .
سامحنى على الماضى أريد أن أبدأ من جديد. أعنى حتى لو كنت كاذباً. اقبلنى..
اقبلنى يا سيدى وأنا كاذب لأنك تحبنى، وتحبنى أن أكون لك وأن أكون صادقاً فى حبى لك، وتعلقى بك.. يارب ارحمنى ارحمنى من نفسى، وإرحمنى من كل شهوة رديئة وفكر نجس. ارحمنى من كل مطمع مادى. اعطنى إحتقاراً حقيقياً وصادقاً لأباطيل العالم.
امنحنى زهداً وزهداً صادقاً ومن القلب، لكل رغبة مادية أو جسدية. طهرنى من كل شىء يطفىء من جذوة المحبة المضطرمة التى تليق بك، والتى تجعلنى أتحد بك إتحاداً حقيقياً، إتحاد إرادة ومشيئة فلا تبقى لى رغبة ولا إرادة ولا مشيئة. امنحنى أن أتحد بك فلا تبقى لى مشيئة خاصة.. لتصبح مشيئتك هى مشيئتى وإرادتك هى إرادتى، ومحبتك هى محبتى. كاملة غير منقوصة.. مائة فى المائة. لا تسمح لى بأن تبقى لى بعض مشيئتى حتى لو كان الباقى لى ضئيلاً فى نظر نفسى، ولكنه يكفى أن يعطل عمل نعمتك فىّ، ويعرقل انتشار مشيئتك فى حياتى.. ويشغل مساحة من نفسى تنقص من مساحة مشيئتك فى حياتى .
مر بما تريد وافعل ما تأمر به.. لا أريد مشيئتى بالكلية. أنا مسكين ومغرور..

أنا فقير وبائس وأعمى وعريان.. أريد أن أشترى منك ذهباً مصفى بالنار لكى أستغنى.. أريد أن أستنر ببرك لئلا تظهر عورتى أمامك. أنا ناقص فكملنى. أنا فقير فاغنينى.. أنا عريان فاكسينى.. ولكن مع ذلك كيف أشترى منك الغنى وأنا فقير، كيف أشترى منك الذهب وأنا لا أملك حتى التراب.. كيف يمكننى وأنا المعدم والعدم أن أشترى. ليس لى يارب فضة ولا ذهب، فكيف أشترى. ليس لى. هل أنت فى حاجة حتى تمنحنى ما أطلب فى مقابل ما أعطى أنا.. فماذا أملك..؟ أنت الغنى، وغناك لا يفرغ. أنت لست فى حاجة إلىّ ولا إلى شىء أملكه.
أنت فى غنى عنى بالكلية.. فكيف تطلب منى. وأنت يوم خلقتنى وركبت لحمى وعظامى.. وأعصابى.. لم تطلب شيئاً.. خلقتنى فضلاً ونعمة.. خلقتنى حبا وأنا لم أخلق بعد.. إذن قولك لى اشترى منى ليس لأنك فى حاجة إلى ما أعطيه ولا لإنك تعلم أننى أملك شيئاً أعطيه.. أنت تريدنى أن أرجع إلى نفسى لأفحصها. وتريدنى أن أرجع إلى مخازنى لأمتحنها ولكى أعلم على الحقيقة هل عندى مقابل لفضلك.. إذن أنت تداعبنى بالكلام لتمتحنى ولكى أمتحن أنا نفسى وأفهم نفسى على حقيقتها، وأعلم على الحقيقة أننى فقير وبائس وأعمى وعريان، وأننى فى عوز وفاقة. فلا أقنع ولا أستحى أن أستعطى وممن أستعطى.. منك أنت .
لأنه ليس لى غيرك يعطينى بغير حساب.. يعطينى مجاناً.. ويعطينى ولا يمن علىّ، يعطينى بغير كيل ولا قياس.. يعطينى وهو سعيد إننى اكتشفت فقرى وحاجتى إليك. لقد اقنعتنى يارب فاقتنعت، وها أنا.. أنا الذى أطلب، واطلب بإلحاح.. واطلب بمرارة العوز. وأنا مؤمن إننى فارغ وفارغ وفارغ.. بل أنا مدين ومدين.. من الذى يسد دينى.. من الذى يعطينى فلا أحتاج ويعطينى أكثر مما أسأل، وأكثر مما أفهم..
لقد ألححت علىّ فغلبت. هل هناك شك فى أنك تغلب متى حوكمت.. لا يا سيدى أنت الغالب.. أنت الأسد الذى يغلب ولا يُغلب.. يارب لقد خلقتنى للحياة.. سوف أحيا ولا أموت.. أحيا دائماً.. وما يسميه الناس بالموت، سوف لا يكون بالحقيقة هو الموت كما يفهمه الناس.. سيكون المجاز والمعبر.. وإن سرت فى وادى ظل الموت لا أخاف شراً لأنك معى.. ومعى دائماً..