فمن وقت ما زوقنا الكلمات وأوهمنا الناس أن الرب سيعطيهم كل ما على الأرض من مال وصحة وعافية ويمتعهم بحياة هانئة بلا مرض ومشاكل، وحاولنا أن نقدم رسالة الله بشكل مبتور بحجة جذب النفوس بفلسفتنا الخاصة، لم تعد رسالة الإنجيل بالقوة التي كانت حينما قُدِّمت كما هي بشكلها القوي دون زيادة أو إضفاء شكل جمالي عليها، لذلك يفشل الكثيرين في الطريق الروحي لأنهم لم يروا قوة رسالة إنجيل بشارة الحياة التي تصلب الإنسان العتيق وتثبت الإنسان الجديد المخلوق في القداسة والحق حسب صورة خالقه، فانتبهوا أيها الخدام والخادمات وقدموا رسالة المسيح الرب كما هي لأن بولس الحكيم قال حسب نعمة الله المعطاه لهُ:
+ وأنا لما أتيت إليكم أيها الإخوة، أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة، مُناديا لكم بشهادة الله. لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً. وأنا كنت عندكم في ضعف وخوف ورعدة كثيرة. وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع، بل ببرهان الروح والقوة. لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس، بل بقوة الله. (1كورنثوس 2: 1 - 5)
فمنذ أن فقد بعض الخدام برهان الروح والقوة وتكلموا وخدموا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع صار إيمان الكثيرين هزيلاً لا يجعلهم يثبتون أمام التجارب والضيقات ومشاكل الحياة، بل ينهاروا سريعاً ويفقدوا سلامهم (وأحياناً إيمانهم) لأن ليس له أصل فيهم، لأن إيمانهم كان بحكمة الناس وليس بقوة الله، لذلك لم يسمعوا صوت الروح القدس ولم يبصروا نور وجه الله الحي ولذلك لم يتذوقوا خبرة: وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ (2كورنثوس 3: 18)