التوبة أسلوب حياة
الحديث عن التوبة حديث طويل جدًا، ونحن أخذنا لمحة قصيرة من حياة داود النبي وتوبته.. والإنسان الأرثوذكسي الحقيقي إنسان يمارس التوبة كل أيام حياته، فالتوبة بالنسبة له هي أسلوب حياة.
من أجل ذلك في ساعة انتقال القديس الأنبا شيشوى من هذا العالم كان يبكى على خطاياه مع أنه قديس عظيم سكن البرية، فسمع الرهبان صوتًا من السماء يقول للملائكة }إيتونى بتائب البرية{، أي ايتونى بهذا الإنسان الذي يبكى على خطاياه حتى لحظة انتقاله من هذا العالم.
فتعجب الرهبان وقالوا له: حتى أنت تخاف يا أبانا، وأنت هو مثلنا الأعلى في هذه البرية؟! فقال لهم: }إنى من خوف هذه الساعة (ساعة الموت) قد عشت كل حياتي{.
ليس معنى هذا أنه يئس أو لم يشبع بالتوبة.. بل أنه كان يبكى على خطاياه حتى أنبتت الأرض زرع من دموعه، أو حتى بللت دموعه القلاية، لكن مع هذا كان يشعر أنه مازال يحتاج أن يقدم المزيد من البكاء على الخطية.. أو بالتعبير البسيط أنه لم يشبع من التوبة طول أيام حياته، هذه هي حلاوة التوبة.