مار مينا العجائبى
وقد حفظ لنا التاريخ القلة القليلة من أسماء الشهداء الذين تعدوا المليون ومن أشهر الشهداء الشهيد مارى مينا العجائبى ,
***********************
جريدة وطنى بتاريخ 25/11/2007م السنة 49 العدد 2396 عن مقالة بعنوان [مارمينا العجايبي ] للمتنيح الأنبا غريغوريوس
في اليوم الخامس عشر من هاتور تحتفل الكنيسة بعيد الشهيد مارمينا العجايبي,ولنا احتفال آخر في الخامس عشرة من بؤونة بتكريس الكنيسة التي بنيت علي اسمه في مريوط .وهي الكنيسة التي توجد آثارها,وقد كشفت هذه الكنيسة وكشفت المدينة التي بنيت في هذا المكان,والتي سميت علي مدي التاريخ باسم بومينا.
وكل من يقصد إلي ذلك المكان يمكنه أن يري الكنيسة الأثرية أو بقاياها,وبقايا المدينة بومينا الكاملة التي أمكن الكشف عنها حديثا,وإلي جوارها وعلي مقربة منها بني الدير الحديث الذي بناه وأقامه المتنيح البابا كيرلس السادس.
مارمينا أحد شهداء الكنيسة الكبار,وعلي الرغم من أنه كان شابا لكنه كان في شبابه بطلا,ومع أنه استشهد ومات,لكن اسمه باق وخالد علي الأيام,وسيبقي اسمه خالدا,وهذا وعد المسيح القائل طوبي للودعاء ,لأنهم يرثون الأرض,ما معني يرث الأرض؟ ذاك الوديع الذي لا يملك شيئا والذي ترك كل شئ, وتبع المسيح ثم مات,ولم يترك تركة من بعده,فما معني أنه يرث الأرض؟أي أرض هذه التي يرثها الودعاء؟هل المقصود بالأرض هنا الأرض الموعود بها في سفر الرؤيا,الأرض الجديدة والسماء الجديدة!! التي يسكن فيها البر,أو أن المقصود أيضا هذه الأرض التي نحن نعيش عليها,بأي معني تقصد هذه الأرض؟ هنا يرث الأرض بمعني أن اسمه يخلد علي الأيام,وهذا ما يقوله الكتاب المقدس:اسم الصديق لذكر أبدي مات كثيرون من العظماء والرؤساء والملوك,مات الكثيرون ممن يملكون ولا يملكون,ولكن أسماءهم انقرضت لأنه ليست لأسمائهم قيمة تخلد ذكراهم,إنما البقاء الحقيقي هو من اسمه عطر وذكراه عطرة ,كهؤلاء الأبرار والقديسين أصحاب السيرة الذكية,وأصحاب السيرة العطرة التي عطرت البشرية علي مدي التاريخ الطويل.
إذن مارمينا هو من هذه الأسماء الخالدة التي حفظت علي الأيام,ولايزال مارمينا حيا باسمه وبأعماله وبسيرته.ومازال أيضا مارمينا يظهر من وقت إلي آخر,يؤكد أنه حي وأنه موجود وأنه لم يمت,لم يمت بمعني الفناء والزوال,وإنما حي باق ويعمل,وكل الذين يستشفعون به ويستغيثون به يكون في عونهم,وكما كان رجلا من رجال الجيش,هكذا ظل مارمينا بطلا وبطولته باقية,وفي المواقف التي تحتاج إلي البطولة يظهر مارمينا لمن يستشفع به,وكلما كانت الكنيسة في ضيقة تستشفع بأمثال هؤلاء القديسين الأطهار الشهداء الأبطال,الذين كانوا أبطالا في حياتهم لم تفن بطولتهم,وإنما استمرت هذه البطولة والمواهب التي كانت لهم,استمرت لأن الموهبة لا تموت,هكذا بقي هؤلاء القديسون ولحقتهم أعمالم,ولحقتهم بطولتهم ولحقتهم مواهبهم,لأن حياة الإنسان بعد الموت امتداد لحياته قبل الموت,وذات المواهب التي كانت له والتي حصلها بالجهاد وبالتعب باقية,لأنها أصبحت من خصائص أرواحهم وأصبحت من لوازمهم فلم تفارقهم,فكما كانوا أبطالا في المعارك والحروب نحتاج إليهم في مثل هذه المعارك اليومية,غير أن لهم قدرة روحية في المعارك الروحية,لأن هناك حروبا أخري خفية قد لا نعلم عنها لأننا متأثرون دائما بالنظر وبالسمع,وبالحواس الظاهرة,لكن وراء المنظور هناك حروب روحية تتصارع,قوات روحية خيرة وقوات روحية شريرة,وكما هناك حرب في الظاهر هناك حروب وراء المنظور نحن لا نعرف عنها إلا القليل ,فمارمينا الذي كانت له موهبة حربية كوالي وكمقدم في الجيش,له هذه الموهبة علي صعيد أعلي,موهبته تستغل اليوم في الحروب الروحية غير المنظورة,فمارمينا واحد من بين العظماء ,من الأبطال ومن المحاربين الأشداء الأقوياء الذين استمرت موهبتهم ولكن علي صعيد أعلي ,استمرت موهبتهم في هذه الحروب الروحية الخفية غير المنظورة لمقاومة أعداء الكنيسة,ومقاومة أعداء الأيمان ومقاومة أعداء الله المنظورين وغير المنظورين.
ولد مارمينا بعد أن كان أبوه وأمه عقيمين,وكانا كلاهما أقرب إلي اليأس منه إلي الأمل في أن يكون لهما ابن,أبوه أوذكسيوس ومعني اسمه حسن العقيدة,كان هذا الرجل في حياته حاكما وكان واليا,وأما أمه فكانت امرأة تقية,وحدث أنها ذهبت إلي مدينة أتريب التاريخية العظيمة العريقة التي بها كنيسة علي اسم العذراء مريم,وتعد هذه الكنيسة أول كنيسة بنيت في الوجه البحري باسم العذراء مريم,ولايوجد أقدم منها إلا كنيسة العذراء الأثرية بالدير المحرق.فهذه الكنيسة التي اختفي ذكرها واختفت معالمها ,والتي لابد أن تنكشف في الأيام الأخيرة كما تشير إلي ذلك النبوءات .
علي أي حال أم مارمينا العجائبي ذهبت في عيد العذراء مريم إلي الكنيسة كنيسة أتريب,ولما رأت الأطفال الصغار في ملابسهم الجميلة اشتهت أن يكون لها طفل علي غرار هؤلاء الأطفال,فصلت أمام أيقونة العذراء مريم بحرارة وقوة,ويذكر أنها في نهاية صلاتها سمعت صوتا يقول آمين.ففهمت من هذا أن صلاتها قد استجيبت,ولما رجعت إلي بيتها بشرت زوجها ففرح معها وفعلا حبلت هذه الأم وولدت مينا وهي كلمة قبطية مصرية قديمة معناها ثابت أو راسخ أو مكين.
وكلمة مار تعني السيد,وهي كلمة سريانية,مارمينا يعني السيد مينا,يوجد بعض الناس يظنون أن كلمة مار هنا بمعني قديس,لا ..مارجرجس معناها السيد جرجس,فمارمينا يبدو أن والده حينما ولد مينا كان شيخا ,لأنه بعد أن بلغ مارمينا 11 سنة يذكر التاريخ أن أباه أوذكسيوس مات بشيخوخة صالحة,مات أبوه وبعد 3 سنين ماتت أمه فأصبح يتيما من الأب ومن الأم,ومع ذلك تربي مارمينا تربية دينية حسنة, وإكراما لأبيه ولسيرة أبيه لأنه كان رجلا صالحا,أسند إليه الملك أن يصبح واليا مكان أبيه عندما بلغ سن الشباب,وبهذه المناسبة يروي التاريخ أن والده كان مبدأ الأمر واليا في مكان,غير أن أخاه وشي به عند الملك,ووجدت هذه الوشاية أذن صاغية ,فنقله إلي شمال أفريقيا,فأصبح والد مارمينا حاكما وواليا في شمال أفريقيا وقد أفاده هو شخصيا هذا النقل لأن الإنسان الصالح القديس التقي مهما تغير مكانه تبقي حياته وسيرته هي هي بعينها,وتبقي استقامته وصدق حياته محل إعجاب,وفعلا كان هذا الرجل من حسن التوفيق بالنسبة لأهل أفريقيا أنه صار واليا عليهم,فأحبوه جدا علي مايروي التاريخ وتعلقوا به كثيرا,ولعل هذا هو السبب في أن مارمينا علي الرغم من صغر سنه,أرادوا تخليدا لذكري أبيه وتكريما له أن يقام في نفس المكان وفي نفس المنصب الذي كان لأبيه كرجل محبوب.
ومع الزمن تغير الملك وجاء ديوقلديانوس الرجل الذي اضطهد المسيحية أشنع أنواع الاضطهاد,ويعد اضطهاد ديوقلديانوس الاضطهاد العاشر في تاريخ الاضطهادات السابقة.
وعندما اعتلي ديوقلديانوس العرش كان مارمينا لايزال في سلك الجندية وكان لايزال واليا,ترك مارمينا كما يقول تاريخه الجندية ومضي إلي الصحراء وقضي هناك في الصحراء خمس سنوات متعبدا في عبادة متواصلة,ووصل إلي مرحلة روحانية عالية,وكانت له مكاشفات روحانية ,ورؤي روحانية ومن ضمن ما رآه رأي أن الشهداء يكللون بأكاليل عظيمة,وكان المنظر بهيا وجميلا ومؤثرا بالنسبة لمارمينا,حتي أنه اشتهي أن يموت شهيدا ليحصل علي هذه الأكاليل,وفعلا ترك الصحراء التي قضي فيها خمس سنوات ومضي إلي مريوط إلي نفس المكان الذي كان فيه واليا,وأظهر نفسه واعترف بالسيد المسيح,فقبض عليه ونظرا لأصله العريق ونظرا لمركزه ومنصبه أغروه بالوعود,أنه إذا عبد الأوثان وإذا تنكر للمسيح فإنه ينال مكافآت وجزاءات عن هذا الأمر,ولما رفض كل هذا وزهد فيه تمام الزهد,وأحس بالفارق العظيم بين أمجاد العالم وبين أمجاد السماء,واحتقر أباطيل العالم تماما بإزاء ما تكشف أمامه في هذه المناظر الروحية أصر أن يبقي ثابتا علي إيمانه ولا يتزعزع,وكان بعد أن انتهت الوعود أبدلوها بالتوعد والإنذارات ثم بالتعذيب,وعذبوه كثيرا عذابات متنوعة,وبعد أن مات من هول التعذيب رأوا أن يحرقوا جثته بالنار كنوع من أنواع التمثيل,أو كنوع من أنواع إظهار الغضب عليه,ولكي يكون في هذا ردع للآخرين من المؤمنين الذين علي غراره يتمسكون بإيمانهم إذا رأوا كيف يمثل بجثته,كيف تحرق بالنار,ويرتعدون أو يجدون في هذا رادعا يردهم إلي الوثنية وإلي عبادة الأصنام,ويشاء الله أن يكرم مارمينا في استشهاده ,فعلي الرغم من أن النار ظلت تحرق جسده ثلاثة أيام,إلا أنها لم تمس هذا الجسد بضرر,وهذه معجزة لايمكن تفسيرها بالمنطق الإنساني ولا بالعقل الإنساني,كيف النار لا تحرق هذه الجثة!! خصوصا وقد أخذت النار تشتعل فيها لمدة ثلاثة أيام,إنما هي كرامة من الله لهذا القديس,أراد الله أن يكرمه فلا يفني جسده,وهذه الحقيقة تعطينا فكرة عن رأي المسيحية في الجسد...لذلك نكرم أجساد القديسين لا لأنه حرق أو لم يحرق,ولكن لأن هذا الجسد تابوت للروح,هذا الجسد زامل الروح في رحلتها علي الأرض,واحتمل معها فله كرامته, ولذلك نحن لا نؤمن بفناء الجسد,نحن نؤمن بالقيامة,ما معني القيامة؟معناها أن الجسد الذي رقد هو الذي سيقوم,هذا الجسد الذي يتحلل إلي التراب,سوف لا يفني ,قد يذوب أو يرتد إلي العناصر الأولية,لكن يقوم مرة أخري ومن هنا فللجسد كرامته,إذن هذا الجسد الذي صاحب الروح في رحلتها علي الأرض ينبغي أن يكون موضع تكريم وتقدير,لأن كل عمل صالح وكل الأفكار والانفعالات والعواطف المقدسة ارتسمت علي الجسد كما ارتسمت علي الروح,لأن كل ما تنفعل به الروح ينفعل به الجسد,وكل ما ينفعل به الجسد تنفعل به الروح بفضل الرابطة الطبيعية الموجودة بين الروح والجسد.
تقدمت أخت مارمينا تريد أن تأخذ جسد شقيقها مارمينا فأعطت نقودا كثيرة جدا للجند مقابل أنها أخذت منهم الجسد,نحن نعتبرها جزية في هذه الحالة ولا تعتبر رشوة,تعتبر ثمن مقابل للخدمة التي أدوها بأنهم سمحوا لها أن تأخذ جسد مارمينا.فأخذته وسافرت في المركب ووضعت الجسد في تابوت,وفي أثناء السفر في البحر يذكر التاريخ أن حيوانات بحرية ربما من نوع سمك القرش,هذه الحيوانات البحرية المتوحشة هاجمت السفينة ,ومالت السفينة وكادت الحيوانات تبلع الذين في السفينة فالأخت صلت واستشفعت بمارمينا,فخرج من الجسد الذي في التابوت نار في وجوه الحيوانات المفترسة فغطست الحيوانات في البحر,بعد مدة خرجت الحيوانات مرة ثانية وأيضا خرجت النار مرة أخري فغطست هذه الحيوانات ولم تعد للظهور مرة أخر.وسارت السفينة في طريقها إلي أن وصلت إلي الأسكندرية,فعلم البابا البطريرك في ذلك الوقت,وخرج البابا البطريرك ومعه الكهنة والشمامسة واستقبلوا جسد مارمينا ووضعوه في كنيسته.
حدث بعد ذلك في فترة معينة أنه حصل هجوم من بعض البربر الذين في الخمس المدن الغربية,فوالي المدينة المجاورة للكنيسة قال لو أننا صدينا هذا الهجوم وكان معنا جسد مارمينا العجائبي فإننا سننتصر علي هؤلاء البربر...وفعلا أخذ الجسد وخرج إلي البربر وانتصر عليهم وانهزموا.ففكر الوالي أن يحتفظ بالجسد ولكن كان هناك إعلان من جسد مارمينا أنه لابد أن يرجع إلي الكنيسة,فحملوه وحدث أنهم أرادوا أن يمروا بمنطقة مريوط في طريقهم إلي الإسكندرية,فالجمل الذي حمل جسد مارمينا برك في الأرض ولم يقم فأبدلوه بجمل ثان وضربوه كما ضربوا الأول فأيضا لم يقم,ففهموا أن إرادة الله وإرادة القديس أن يدفن في نفس المكان وأنه لا يغادر المكان.
والصورة التقليدية لمارمينا أن فيها جملين,يبدو أن الجملين هما الجمل الأول الذي برك في الأرض وضربوه ولم يقم,والجمل الثاني هو ما حدث معه ما حدث مع الأول,فالصورة التقليدية لمارمينا يوضع فيها الجملان إشارة إلي الواقعة التاريخية المعروفة.
وحدث أنه من كرامات مارمينا أنه كان هناك في المنطقة المجاورة راعي خراف,يرعي في المكان,وكان يوجد خروف من بين الخراف أجرب,فالخروف الأجرب غطس في مياه في بركة مجاورة وتمرغ في التراب الذي بجوار جسد مارمينا ولم يكن معروفا المكان في ذلك الوقت,بعد أن طمست معالم المكان الذي كان مدفونا فيه وأصبح مجهولا فعندما غطس في مياه البركة ثم تمرغ في التراب القريب من جسد مارمينا,فالخروف الأجرب شفي من جربه,فاستغرب جدا الراعي ثم تفاءل من المكان,وصار عندما يكون لديه خروف أجرب يحضره إلي مياه البركة ويضع عليه من التراب فيشفي وانتشرت هذه القصة وأصبح الناس يحضرون عندما يكون عندهم أمراض مثل مرض الجزام أو مرض الصدفية أو أي مرض من الأمراض الجلدية المعروفة فيشفوا.
وكان ملك البلاد الذي في بيزنطة لديه ابنة مصابة بالجزام ولم يستطع أحد أن يشفيها,فلما سمع هذه القصص أرسل ابنته المصابة بالجزام إلي نفس المنطقة المدفون فيها مارمينا,فهذه الابنة عندما جاءت استعلمت من الراعي عن الطريقة,فقال لها الطريقة أنها تغطس في البركة ثم تتمرمغ في التراب أو تأخذ من المياه وتخلطها بالتراب وتغطي جسدها.فيذكر التاريخ أنها صنعت ذلك وغطت جسدها بالتراب المعجون بالمياه ونامت في نفس المنطقة حتي الصباح واستيقظت ووجدت نفسها شفيت, لكن في نفس الليلة رأت في رؤيا مارمينا قال لها احفري في هذه المنطقة تجدي جسدي وفعلا بلغت هذا الأمر,فحفروا وأخرجوا جسد مارمينا,وعندما سمع الملك بالقصة أرسل رجالا ومبالغ مالية كبيرة جدا لبناء كنيسة,وبنيت الكنيسة العظيمة جدا ويمدح التاريخ في عظمة هذه الكنيسة حينما بنيت,لأن الملك أمر ببنائها وصرف علي بنائها مبالغ طائلة تكريما لمارمينا فبنيت كنيسة فاخرة جدا,ومن يذهب إلي المنطقة يجد البقايا الباقية من حجم هذه الكنيسة الفاخرة التي كانت باسم مارمينا والتي بنيت في القرن الرابع من الميلاد.
ثم صار إقبال كثير من الناس علي هذه المنطقة,وصار الناس يأخذون بركة من هذه المياه في قناني صغيرة مصنوعة من الفخار,وكانت من ضمن الأشياء المشهورة في عهد مارمينا.
ثم بنيت مدينة كبيرة وعرفت بمدينة بومينا,هذه المدينة كشف الأثريون ومنهم جروسمان (GROSSMAN) الرجل الألماني ومازال من وقت لآخر يتابعون عملية الكشوف الأثرية في المنطقة وعندما أراد البابا كيرلس السادس أن يستغل الدير رفضت مصلحة الآثار,وقالوا له ممكن أن نعطيك قطعة ثانية من الأرض,لأن هذا المكان أصبح تحت إشراف مصلحة الأثار,وفعلا أخذ البابا كيرلس السادس قطعة أرض أولا 15 فدانا تقريبا وبني عليها الدير ثم أكمل 100 فدان آخر وأصبح الدير الحديث حاليا دير مارمينا يبعد مسافة قليلة عن المدينة الأثرية ومن الكنيسة الأثرية.