رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جسد الله ـ القديس يوحنا ذهبي الفم ماذا نقول عن جسد الله، الكائن فوق الكل، الذي بلا عيب، الطاهر والمتحد بالطبيعة الالهية، الجسد الذي به نحيا، والذي حطم ابواب الجحيم، وفتح لنا مقادس السماء من فوق، كيف نتناوله بدون هيبة ؟ ارجوكم ان تتقدموا بكل احتراس، بكل تقوي وخوف ونقاء نقترب منه. عندما تري الجسد امامك قل لنفسك: بسبب هذا الجسد لم اعد تراباً ورماداً ولم اعد سجيناً بل حراً، بسبب هذا الجسد اجد الرجاء في السماء، هذا الجسد الذي سُمِر بالمسامير وجُلِد كان أقوي من الموت، وعجز الموت عن أن يسود عليه، لأن هذا الجسد عندما صُلِب: احتجبت الشمس، واخفت اشعتها، وانشق حجاب الهيكل في لحظة، وتفتت الصخور، وارتعدت الارض، وتزلزلت. هذا الجسد الذي تخضب بالدم من طعنة الحربة نبعت منه ينابيع الخلاص: ينبوع الماء وينبوع الدم من اجل العالم كله، وفي مناسبة اخري جاءت المرأة نازفة الدم ولم تلمس الجسد، بل طرف او هدب ثوب الرب الذي كان يلبسه، وشفيت ! اسأل البحر الذي حمله علي ظهر امواجه عندما سار علي المياه ؟ بل اسأل الشيطان نفسه ماذا حدث لقوتك المدمرة، كيف صرت اسيراً ؟ وكيف ومن الذي أسرك في الصراع ؟ وسوف يجيب الشيطان اجابة واحدة: “جسد يسوع الذي مات علي الصليب”، بل اسأل الموت ماذا حدث لشوكتك ؟ ومن الذي نزع هذه الشوكة ؟ من غلبك وحول انتصارك الي هزيمة ؟ بل قطعك ارباً ؟ لقد صرت ايها الموت هُزءاً وضحكاً للأطفال والبنات، لأن هؤلاء لم يعد في قلوبهم خوف او رعب منك، ويجيب الموت بكلمة واحدة: “الجسد” … ولكن عندما صُلِب الرب، وقام الموتي، ودك الصليب سجن الجحيم، وحطم ابوابه النحاس فقام الموتي، صار هذا الجسد هو الذي يُعطي لنا، لكي نمسك به في ايدينا، ونأكله، ويكون مصدر حرارة المحبة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
|