"من يمنع عصاه يمقت ابنه، ومن أحبه يطلب له التأديب" [ع24]
عدم التأديب ليس حبًا أو حنوًا نحو الأبناء بل هو نقص في الحب، لأن الوالدين اللذين يتجاهلان تأديب أبنائهما إنما يُعِدانهم للفشل والمرارة. هذا ما سقط فيه عالي الكاهن. إذ قال الرب لصموئيل: "قد أخبرته بأني أقضي على بيته إلى الأبد، من أجل الشر الذي يعلم أن بنيه قد أوجبوا به اللعنة على أنفسهم، ولم يردعهم، ولذلك أقسمت لبيت عالي أنه لا يُكفَّر عن شر بيت عالي بذبيحة أو بتقدمة إلى الأبد" (1 صم 12: 3-14).
* لا تخافوا من أن تنتهروهم وتعلموهم الحكمة بحزم، لأن تأديبكم لا يقتلهم، بل بالأحرى يحفظهم... من يهمل في نصح ابنه وتعليمه يكرهه.
قوانين الرسل
* إصلاح الأب لابنه، هذا الذي لا يمنع عصاه نافع، حتى يرد نفس الابن إلى الطاعة لوصايا الخلاص. أنه يؤدب بعصا، كما نقرأ: "سأؤدب معاصيهم بعصا" (راجع مز 89: 32).
القديس أمبروسيوس
* لا يأتي فساد الأطفال من فراغ بل من الجنون الذي يلحق بالآباء نحو الاهتمامات الأرضية. الاهتمام بالأرضيات وحدها، واعتبار كل شيء غيرها ليس بذي قيمة، يدفعهم لا إراديًا نحو إهمال نفوس أطفالهم. أقول، إن هؤلاء الآباء (ولا يظن أحد أن هذه الكلمات تتولد فيَّ عن غضب)، أشر من قتلة الأبناء. الأول يفصل الجسم من النفس، أما الآخر فيطرح كليهما معًا في نيران جهنم. الموت أمر محتم حسب النظام الطبيعي، أما المصير الثاني فيُمكن للآباء تجنبه لو لم يؤدِ إهمال الآباء إليه. الموت الجسماني يمكن أن ينتهي في لحظة بالقيامة حينما تحل، لكن لا توجد مكافأة تنتظر النفس المفقودة. أنها لا تنعم بالقيامة، بل تعاني آلامًا أبدية. هذا يعني أنه ليس بغير عدلٍ ندعو هؤلاء الآباء أشر من قتلة الأبناء. إنه ليس بالأمر القاسي أن تَسِن سيفًا وتمسك به باليد اليمنى لتغرسه في قلب طفلٍ مثلما أن تحطم النفس وتذلها، فإنه ليس من شيءٍ يعادل النفس.