* ما أحلى مساكنك (خيامك) يا رب الجنود [1]. الطموح الوحيد لبعض الناس هو أن يقتنوا ممتلكات، وآخرون أن يغتنوا بثروة العالم، بينما آخرون يرغبون في نوال مراكز سامية في الاجتماعات، ويكونون مرموقين بين البشر. أما بالنسبة لي فلي اشتياق واحد فقط، وهو أن أرى مساكنك الأبدية. بالنسبة لي هذه هي المساكن المحبوبة حيث يحتشد فيها الطاهرون لا الفاسدون. "تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب" [2]. هذه هي شهوتي الوحيدة، هذا هو حبي الوحيد، أن أرى ديارك. لاحظوا الترتيب، أولًا يشتاق إلى الخيام (المساكن) التي بلا أساس ويمكن نقلها بسهولة. فالخيمة دومًا تتحرك، ويمكن طيّها وحملها هنا وهناك. أما الديار (الساحات) فمن الجانب الآخر، مع أنها بالتأكيد ليست بيوتًا، لكن لها نوع من الأساس، من الدار (الساحة) ندخل في البيت. مرتلنا إذن يشتاق أولًا إلى الخيمة، وبعد ذلك يشتاق جدًا مع الحب أن يرى ديارك، وإذ يكون في ديارك، يصرخ: "طوبى للساكنين في بيتك" .
القديس جيروم