|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن أردت أيها العزيز أن تكون شخصية قوية، لا تحتقر جسدك، ولا تستخف بدوره، ولا تتجاهل قدراته، فإنه لا وجود لك هنا بدونه، وليس لك القدرة على التعامل حتى مع الله غير المنظور بدونه. اهتمامك به هو اهتمام بشخصك ما دمت تسلك بروح الحكمة والاتزان. لا نعجب إن رأينا القادة الروحيين أنفسهم يهتمون بأجسادهم في الرب. ينصح القديس بولس تلميذه تيموثاوس: "الرياضة الجسدية نافعة لقليل" (1تي8:4). قيل أيضًا أن صيادًا شاهد الإنجيلي يوحنا يداعب حمامًا زاجلًا فدُهش. لكن القديس أمسك بقوس الصياد وصار يشد وتره حتى اضطر الصياد أن يطلب منه التوقف عن ذلك حتى لا ينقطع الوتر. عندئذ قال له القديس بأنه هكذا يخشى هو أيضًا من أن يشد على جسده لئلا يتحطم، إذ يليق بالإنسان الروحي ألا يتجاهل راحة جسده؛ هذا ما دفعه لمداعبة الحمام الزاجل. وفى العصر الحديث رأينا قداسة البابا كيرلس السادس -نَّيح الله نفسه- الذي عُرف بجديته في الحياة الروحية، ممارسًا التسبحة كل صباح والقداس الإلهي غالبًا كل يوم، ومع ذلك كثيرًا ما كان يذهب إلى دير القديس مارمينا العجايبى بمريوط حيث كان يخرج عند الغروب ليتمشى في الصحراء بمفرده وقتًا ليس بقليل، يَسبَح في تأملاته الروحية وصلواته، ممارسًا رياضتي الجسد (المشي) والروح.. |
|