كانت العبادة الكاذبة فى إسرائيل أس الداء وأساس البلاء ، وقد وقف منها عاموس موقف التنديد والهجوم الصارخ ، وكان من المستحيل عليه أن يهدأ أو يسكن ، والعبادة الوثنية الشريرة تتفشى فى كل البلاد ، ففى كل إسرائيل من دان إلى بئر سبع أقيمت المرتفعات المحلية والأنصاب لتمجيد البعل والعجل الذهبى ، ويرجح أن بئر سبع والجلجال كانتا المكانين الرئيسيين لعبادة البعل ، بينما كانت السامرة وبيت إيل مخصصتين للعجل الذهبى ، ومما يدعو إلى الأسف والحزن والغرابة معاً ، أن الإسرائيليين أرادوا أن يخلطوا بين النور والظلمة ، والحق والباطل ، واللّه والشيطان ، إذ كانو يحفظون الطقوس ،الفرائض ، الأعياد ، ويقدمون المحرقات والتقدمات والذبائح، ولكن على هذه المذابح الوثنية وبأسلوبها المنحرف الشرير ، وها نحن نرى عاموس يتحدث عنها فى أسلوب تهكمى لاذع فيقول : « هلم إلى بيت إيل وأذنبوا إلى الجلجال وأكثروا الذنوب وأحضروا كل صباح ذبائحكم وكل ثلاثة أيام عشوركم » " عا 4 : 4 " وقد رأى عاموس كذب العبادة من أكثر من وجه :