أم استيف شهيد مذبحة بورسعيد هاخد حقي بإيدي لو القتلة خدوا براءة..
تجلس سيدة خمسينية بجلبابها الأسود، إلى جوار طابور من الجلابيب السود، ترتديها نساء يغرق الدمع عيونهم، ولا تفلح المناديل البيضاء في وقف "نزيف" الحزن ودموعه في أعينهم. تمسك المنديل الغارق في دموعها بيسراها، بينما صورة نجلها الشهيد في يدها اليمنى، وتقول لمن يقترب منها، إنها صورته الأخيرة في القطار الذي نقله إلى مذبحة "استاد بورسيعد". أنوار السيد عيد، والدة الشهيد عمرو أحمد محمد الشهير بـ"عمرو استيف"، أحد شهداء مذبحة بورسعيد. "كان سندي، معنديش راجل غيره، وحيد على بنتين وكان راجل البيت، كان ابني وأخويا وحبيبي"، ترددها في ميدان التحرير، وبالرغم من مرور نحو عام على فقدان نجلها، إلا أنها لا تزال تبحث عن القصاص لدمائه "هشارك في أي مظاهرة بتنادي بحق ابني وتاره". تتهم أم الشهيد استيف، المشير حسن طنطاوي، ووزير الداخلية الأسبق، بالاشتراك في جريمة قتل نجلها وزملائه وتحريض جمهور النادي المصري على فعلهم، كما تتهم الرئيس محمد مرسي بالتقصير في حق الشهداء، وتجاهله قضيتهم التي أقسم على حملها على عاتقه، بينما كان يقف على منصة ميدان التحرير، عقب توليه الرئاسة مباشرة. وتضيف "مرسي طلع على المنصة وفتحلنا الجاكت وقالنا مش هسيب حقكم، ودلوقتي بقى اللى في التحرير وحشين بعد ما انتخبناه ونجحناه". تواصل الأم نحيبها "كان عنده 27 سنة، وشربت المر علشان أربيه وأعلمه، وبعد كل ده يتخطف مني؟". وتتابع "عنيا ما بقتش أشوف بيها من كتر البكا عليه، وحياتي اتدمرت من بعده". وحذرت أنوار السيد من صدور حكم ببراءة المتهمين الحقيقين بقتل ابنها، واصفة نفسها بأنها "ست غلبانة" لكنها لن تسكت على دم ابنها، "لو طلعوهم براءة، هروح آخد حق ابني بإديا".
الوطن