١. لا تتحير إن رأيت الكثيرين في الطريق الواسع؛ فهو مُلذ للجسد وشهواته، فهو لا يهوى إلا حياة المجون! فلا تظن يا صديقي أن الأغلبية تدل على الصواب. ولا تتعجب إن رأيت الأقلية وراء المسيح في الطريق الضيق. معظم المرات كانت الأغلبية على خطأ وسأذكر لك مثالًا واحدًا: الجواسيس الاثنا عشر الذين أرسلهم موسى (سفر العدد١٣) رجعوا فريقين، الأغلبية منهم قالوا: لا نقدر أن نمتلك الأرض وكانوا خطأ، أما الأقلية منهم كانوا اثنين فقط، يشوع وكالب، قالوا: نصعد لأننا قادرون عليها وكان رأيهم صوابًا.
٢. التاريخ أثبت لنا أن تابعي الرب كانوا قليلين، فمثلاً في مملكة بابل الآلاف والربوات سجدوا لتمثال الذهب بينما ثلاثة فتية أتقياء فقط لم يسجدوا، لأنهم كانوا للرب. لكن أرجو أن نلاحظ أن تابعي الرب، وإن بدوا عددًا قليلًا، لكن الحقيقة هم كثيرين غير ظاهرين، وهذا ما قاله الرب لإيليا عندما ظن أنه وحده للرب: «وَقَدْ أَبْقَيْتُ فِي إِسْرَائِيلَ سَبْعَةَ آلاَفٍ، كُلَّ الرُّكَبِ الَّتِي لَمْ تَجْثُ لِلْبَعْلِ «(١ملوك١٨:١٩).