ينبغي لنا أن نحصل على نظرة واضحة في هذه الأمور، إذا كان لنا أن نقدِّر قيمة كلمة الله وما تُلقيه من ضوء ساطع على مسألة شمول الخطية للجنس البشري كله.
فإن كلمة الله المقدسة لا تستريح قانعةً بالتوهمات أو التخيلات، بل تعترف بالحقائق الواقعة التي يُقرُّها الضمير ويوقِّرها.
إذ لا يشير الكتاب المقدس - لا تصريحاً ولا تلميحاً - إلى وهم وجودٍ سابق لنفوس البشر قبل دخولها الحياة على الأرض، ولا أثر فيه أيضاً لما يدلُّ على سقوط كل إنسانٍ بمفرده، سواءٌ حدث ذلك السقوط المفترض قبل الحياة على الأرض أم في أثنائها وعوضاً عما تطرحه البوذية والبيلاجيوسية من حلول فردانية وذرية، يقدم الكتاب المقدس نظرةً عضوية تشمل الجنس البشري بكامله.