منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 11 - 2022, 05:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

مزمور 56 - التسبيح لله على عطاياه




التسبيح لله على عطاياه

ما يشغل ذهن المؤمن فيض مياه الروح القدس خلال عتبة بيت الرب (حز 47). عوض جفاف العالم. يسكب الله روحه، ليقيم من النفس القفر الجافة فردوسًا سماويًا.
كان سكب الماء في احتفالات عيد الفصح بواسطة رئيس الكهنة خلال إبريق ذهبي جزءً حيويًا في الطقس.
إن كان المؤمن يتهلل بحب الله الذي يسكب عطية روحه القدوس في أعماق النفس، لكي يقيم من الإنسان الداخلي أيقونة حيَّة للعريس السماوي، فإن المرتل يتطلع إلى الطبيعة، فيرى الوديان بثوب الخضرة، وقد تمنطقت الآكام بمنطقة البهجة. كل الطبيعة ترقص وتغني للخالق العجيب في عطاياه ورعايته الإلهية.
حِينَئِذٍ تَرْتَدُّ أَعْدَائِي إِلَى الْوَرَاءِ،
فِي يَوْمٍ أَدْعُوكَ فِيهِ.
هَذَا قَدْ عَلِمْتُهُ لأَنَّ اللهَ لِي [ع9].

إذ يدعو البار الله ليختفي فيه، كما في ملجأ وحصن، يرجع الأشرار إلى الوراء في رعبٍ شديدٍ. "عند رجوع أعدائي إلى خلف يسقطون ويهلكون من قدام وجهك" (مز 9: 3).
هذا هو ما عرفه (علمه) المرتل أن الله هو مخلصه من كل أعدائه، فإليه يلجأ، وبه يحتمي عندما يهرب إليه.
* عند قبولك دعائي للوقت يهرب أعدائي، ويتحقق علمي بك أنك ناصري.
الأب أنثيموس الأورشليمي

يقدم لنا القديس أغسطينوس السيد مثالًا، حينما انتهره بطرس الرسول عندما تحدث عن صلبه، قال الرب لبطرس: "اذهب عني يا شيطان، لأنك تهتم بما لله، لكن بما للناس" (مت 16: 3). بهذا تحقق القول: "حينئذ ترتد أعدائي إلى الوراء" [9]. وهو بهذا لا يريد لبطرس أن يبقى إلى الوراء، إنما لكي ينسحب من تصرفه الخاطئ ويرجع عما هو عليه. [لهذا الهدف تثور التجارب، لكي يفرغ الإناء من الشر، ويعود فيمتلئ بالنعمة.]
* يا لها من معرفة عظيمة! لا يقول: "لقد علمت أنك أنت هو الله"، وإنما "أنت هو إلهي" [9]. إنه لك، عندما يساعدك. إنه لك حينما لا تكون غريبًا عنه عندما يُقال: "طوبى للشعب الذي الرب إلهه" (مز 144: 15). لذلك لمن هو؟ ولمن ليس هو؟ فوق كل شيء، الله هو للناس الذين هو لهم على وجه الخصوص، الذين يحبونه، ويتمسكون به...، الذين يتعبدون له، كمن ينتمون لبيته: هم أسرته العظيمة، الذين يخلصون بدم ابنه الوحيد العظيم. يا له من أمرٍ عظيم يوهب لنا أن نصير خاصته، وهو خاصتنا!
القديس أغسطينوس

اَللهُ اَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ.
الرَبُّ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ [ع10].

ما يشغل قلب المرتل وسط مخاوفه ليس الضيقات التي يود الخلاص منها، لكن كلمات الله ووعوده التي تدخل بالنفس إلى الحضرة الإلهية فتملأها فرحًا وتهليلًا.
يزدري الشرير بكلمة الله، أما البار فيفتخر بها. "من ازدرى بالكلمة يخرِّب نفسه، ومن خشي الوصية يُكافأ" (أم 13: 13).
يقول الأب أنثيموس الأورشليمي إن الكلام هنا هو العلم اليقين بتمام معرفة الله، من يعرفه يتكل عليه، فلا يخشى إنسانًا سريع الزوال.
يلاحظ هنا أن المرتل يستخدم اللفظين: الله (ألوهيم) والرب (يهوه)، الأول يُستخدم للقدرة الإلهية، والثاني لسكنى الله وسط شعبه، وكأن المرتل يسبح الله على قدرته وحنوه على شعبه.
عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ.
مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الإِنْسَانُ؟ [ع11].

* إني متذكر ما قد نذرته لك يا الله ولا أنساه، وإني مهتم بوفائه، لأنه مثل دين عليّ، وهو أن أقدم ذبائح التسبحة.
الأب أنثيموس الأورشليمي

* لماذا يقول لنا: "افرحوا" ألا لأنه قد غلب لأجلنا، وحارب لأجلنا؟
أين حارب؟ لقد حارب بأن أخذ طبيعتنا له...
لقد غلب من أجلنا نحن الذين أظهر لنا قيامته...
التصق يا إنسان بالله، هذا الذي خلقك إنسانًا.
التصق به جدًا، ضع ثقتك فيه.
أدعه، ليكن هو قوتك. قل له: "فيك يا رب قوتي".
عندئذ تتغنى عندما يهددك الناس، وأما ما تتغنى به فيخبرك الرب نفسه: "إني أترجى الله، لا أخشى ماذا يفعل بي الإنسان" (مز ٥٦: ١١).
القديس أغسطينوس

* إذا اقترب منك بعض الناس، ودخل الشيطان بينهم، وتكلموا معك بالشر وشتموك، فاُنظر إلى ما قاله النبي: "لو أنّ عدوًّا عيّرني لاحتملتُ، ولو تكلم مبغضي عليَّ بتبجُّحٍ (أو بتعظُّمٍ أو بمباهاةٍ) لاختبأتُ منه" (مز 55: 12 السبعينية)، ولا تبرح قلايتك، بل أمكث فيها واصمت. إذا أضمروا شهادة زور ضدّك، فتلقّاها وقُل: "هكذا الأمر تمامًا (كما تقولون)"، فقط لا تسبَّهم بل اصمت، لأن الرب أيضًا صمت عندما شهدوا ضده بشهادات زورٍ، إنما قُل أنت: "دعوني أتوب". وسيرى الله تواضعك وسينجِّيك من التجربة بمعجزاتٍ عظيمة. إذا أخطأتَ وضلّلك الشيطان بنوعٍ من الضلال، فلا تقُل في قلبك: "لا توجد بعد توبة"، بل بالحري تأوّه وأبكِ حتى يتجدَّد بناء حياتك كما كانت من قبل.
أنبا ثيؤفيلس البطريرك

* عندما يُمتدح عقلك وكل كيانك في الله، لا توجد علة للخوف من فقدان المديح، لأن الله لا يفشل. إذن لتعبر حتى فوق المديح المقدم لك.
الأب قيصريوس أسقف آرل

اَللهُمَّ عَلَيَّ نُذُورُكَ.
أُوفِي ذَبَائِحَ شُكْرٍ لَكَ [ع12].

ما هو النذر الذي كان المرتل يقدمه؟ وما هي الذبائح التي يدخل بها إلى الحضرة الإلهية؟ النذر الذي يقدمه هو أن يقبل إرادة الله بفرحٍ ويتهلل بأعماله، واثقًا في رحمته الإلهية ومحبته الفائقة نحو. أما الذبائح فهي "ذبيحة التسبيح والشكر الدائم لله". "أدخل إلى بيتك بمحرقات. أوفيك نذوري" (مز 13: 66).
* من مخزن القلب تقدم بخور الشكر؛ من مخزن الضمير الصالح تقدم ذبيحة الإيمان. كل ما تقدمه فليكن ملتهبًا بالحب، لتكن النذور في داخلك، تقدمها تسبيحًا لله. لماذا تسبيح؟ لأجل ما وهبك! "لأنك نجيت نفسي من الموت" .
القديس أغسطينوس

لأَنَّكَ نَجَّيْتَ نَفْسِي مِنَ الْمَوْتِ.
نَعَمْ وَرِجْلَيَّ مِنَ الزَّلَقِ،
لِكَيْ أَسِيرَ قُدَّامَ اللهِ،
فِي نُورِ الأَحْيَاءِ [ع13].

إذ يلجأ المؤمن إلى الله واهب الحياة، لن يقدر الموت أن يتسلل إلى نفسه. ولا يمكن لقدميه أن تنزلقا وتنحرفا نحو طريق الشر، إنما يسير بالكمال أمام الرب. لا تقدر ظلمة القبر أن تحبسه، بل ينطلق إلى الله، النور الحقيقي. إنه يسمع مع أبينا إبراهيم الصوت الإلهي: "أنا الله القدير. سرْ أمامي، وكن كاملًا" (تك 17: 1).
* توضح الكنيسة كيف يمكنها أن تسر الرب في نور الأحياء (مز 56: 13)، الذي يعني بهاء القديسين، إذ بهم تصير الكنيسة جميلة بلا عيب ولا غضن. كل ما يحل عليهم يشرق من وجهها، وذلك كالإنسان الذي في صحة جيدة، يظهر وجهه وسيمًا بالأكثر. وكما يقول سليمان: "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا" (أم 15: 13). هكذا فإن جمال ملامح الكنيسة المقدسة ينتشر بالأكثر عندما يوجد في استحقاقات المطوبين.
الأب كاسيدورس

* ماذا كنت؟ لقد كنت ميتًا! بنفسي كنت ميتًا، بك ماذا أكون؟ أكون حيًا!
القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 138 | التسبيح وقت الضيق
مزمور 56 - التسبيح لله وسط الكون
مزمور 52 - التسبيح لله
مزمور 50 - ذبيحة التسبيح
مزمور 34 - أسباب التسبيح


الساعة الآن 09:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024