قداسة البابا شنودة الثالث
يحتاج الإنسان كثيرًا إلى جلسة مع نفسه.
يجلس إلى نفسه في هدوء، لكي يفحصها ويفتش دواخلها، ويراقب تصرفاتها ويحاسبها، حتى يكون في يقظة مستمرة... وهذه الرقابة الذاتية وملاحظة النفس لازمة لكل إنسان، مهما علا في حياته الروحية، ومهما ارتفع في منصبه...
ولهذا فإن الشيطان يحاول بكل قوة أن يمنع كل إنسان من الجلوس إلى نفسه.
ما أسهل أن يغرقه في مشغوليات عديدة جدًا تستغرق كل وقته، وتستحوذ على كل مشاعره، فلا يجد فراغًا يجلس فيه إلى نفسه! وإن كان إنسانًا خدومًا، يمكن أن يشغله بالخدمة ومتطلباتها، حتى يجعل الخدمة تشغله، بحيث لا يهدأ ليفكر في أخطائه في خدمته! وهكذا كثيرًا ما يعيش غالبية الناس في دوّامة دائمة، خارج أنفسهم!
أما أنت أيها القارئ العزيز، فلا تكن من هذا النوع. بل اخرج من دوّامة المشغوليات، والتفت -ولو قليلًا- إلى نفسك.