18 - 06 - 2012, 02:43 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
أسلم نفسه لأجلها
أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها (أف5: 25)
كثيراً ما أذكر قصة تلك السفينة الهولندية التي كادت تغرق وقد وقف الناس على الشاطئ يشاهدونها وهى تتأرجح بفعل الأمواج الشديدة العالية، ولم يجرؤ أحد أن يأخذ قوارب النجاة لمحاولة إنقاذ طاقمها. وفجأة اندفع شخص من القرية وصرخ « ابني في السفينة، أنا سأنزل لأنقذه، فهل يأتي أحد معي؟ » ولأن الناس كانوا يعرفون ذلك الشخص ويقدِّرونه، فقد نزل بعضهم معه ونجحوا في إنقاذ كل مَنْ كان على السفينة. لكنهم تجرأوا وفعلوا ذلك بسبب الابن المحبوب من أبيه. وما لم يكن ذلك الصبي في السفينة، ما كان الآب ليخاطر بنفسه أمام تلك الأمواج.
أفليس هذه صورة مناسبة لموضوعنا؟ فكل مَنْ خلص في العهد القديم، قد خلص بعمل الرب يسوع على الصليب، لأنه بهذا الاسم يخلص كل إنسان كما نقرأ في أعمال4: 12. وهكذا الحال أيضاً مع كل الذين سيخلصون بعد اختطاف الكنيسة، إذ سوف يُنقذون من عذاب الجحيم بدم الرب يسوع.
وتُخبرنا كل من رسالة كولوسي1: 20؛ ويوحنا1: 29 أن المسيح هو حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم. فبموت الرب يسوع سوف يتطهر الكون كله وسوف يُزال منه كل شر، حتى يعود الكل متوافقاً مع الطبيعة الإلهية.
لكن المسيح مات على الصليب لأنه أحب الكنيسة. وهذا يُظهر لنا عُظم محبة الرب لكنيسته. وفي متى13 نجد هذه المحبة في ع45 « يُشبه ملكوت السماوات إنساناً تاجراً يطلب لآلئ حسنة، فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها ». فأية قيمة ثمينة لهذه اللؤلؤة بالنسبة للتاجر حتى أنه باع كل شيء ليشتريها! هل تستطيع أن تُدرك مشاعر التاجر نحو تلك اللؤلؤة؟ تصوَّر إنساناً مستعداً لبيع كل شيء ليشتري لؤلؤة واحدة! فأية قيمة لهذه اللؤلؤة بالنسبة للرب!
وفي تشبيه التاجر واللؤلؤة نرى صورة للرب يسوع وكنيسته، مما يذكّرنا بالآية العجيبة في 2كورنثوس8: 9 « فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره ». لكن أفسس5 تذهب إلى أبعد من ذلك، حيث لا نقرأ فقط أن الرب يسوع كان مستعداً أن يبيع كل شيء ليمتلك الكنيسة، بل « أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ». إن هذا لهو أكثر بكثير من مجرد بيع كل شيء. فأن تعطي نفسك أغلى جداً من أن تبيع كل شيء.
|