رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تشير عبارة "أَشفَقَ مَولى ذلكَ الخادِم" الى موقف الملك الذي عفا عن خادمه بعد ان تحرّكت احشاؤه، وتنازل عن كل الدين على الفور؛ وهو موقف الله من الناس المُتمثل بحبه وشفقته ورحمته وغفرانه. أمَّا عبارة "أَعفاهُ مِنَ الدَّين" فتشير الى إعطاء الملك لخادمه المَديون أكثر ممّا يسأل، فإنه لم يسأله سوى مهلة فترك له ما لديه، وعفا عنه الدّين، وأطلقه حرًا هو زوجته وأولاده. قيمة البيع لا تكفي لسد الدّين اذ ان قيمة العبد لا تتجاوز ألف دينارٍ، ولكنها تؤدي بالعبد الى فقدان كرامته وزوجته وأولاده. هذا يشير الى ان الربّ يتجاوز برحمته ومحبته اخطاء البشر وهفواتهم. وغاية الانجيل المناداة بهذه الرحمة كما جاء في تعليم بولس الرسول "ما أَشْقاني مِن إِنسان! فَمن يُنقِذُني مِن هَذا الجَسَدِ الَّذي مَصيرُه المَوت؟ (رومة 7: 24) وقيل أيضا " إِذا قُلْنا: ((إِنَّنا بِلا خطيئة)) ضَلَّلْنا أَنفُسَنا ولَم يَكُنِ الحقُّ فينا. وإِذا اعتَرَفْنا بِخَطايانا فإِنَّه أَمينٌ بارّ يَغفِرُ لَنا خَطايانا وُيطَهِّرُنا مِن كُلِّ إِثْم" (1 يوحنا 1: 8-9). كلما كانت الهبة التي أُعطيت لنا أعظم، كلما زادت المحبة التي يجب أن نحتفظ بها لمن أعطانا إياها. |
|