رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جان غيتون لمّا قال: "كلّ شيء متعلّق بتلك اللحظة. فالتاريخ يسير نحوها لاهثاً. والوعود الإلهيّة متعلقة بها: إعتاقُ الأمم وفداء البشر. مليارات الكائنات يستهويها ما سيحدث بعد لحظة واحدة فقط، فيكون ذلك الفعل الإلهيّ، ويكون إلى الأبد... فما عساها تقول؟ نعم؟ لكنّ ذلك قد يبدو وكأنّه قلّةٌ في الذوق واللباقة، كما لو أنّها لله ندُّ متساوٍ... سوف تقول "ليكن"، ليس إلاّ، كما لو أنها تصبّ إرادتها في مجرى التدبير الإلهيّ الذي هو اليوم للفرح، وغداً للعذاب. "ليكن!" إنّها كلمة القبول، كلمةٌ تتجاوز الفرح والعذاب."ليكن!"، وفي اللحظة نفسها "كان". عرفت ذلك. لزِمتِ الصمت. ابتعد الملاك. عاد كلُّ شيءٍ كما كان." "عاد كلُّ شيء كما كان"؟ ليس تماماً. في حياتها اليومية؟ أجل. في تاريخ العالم، في التدبير الخلاصي؟ لا. فمريم، بكلمة "ليكن"، قلَبَت الصفحة، صفحة العهد القديم، لتُشرف وتجعلنا معها نشرف على العهد الجديد. كانت تلك الكلمة أوّل فِعل إيمانٍ بيسوع المسيح المخلّص (سوف يقول الآباء إنّ مريم، يوم البشارة، "حبِلت بالمسيح بالإيمان في قلبها، قبل أن تحبل به في جسمها"). لن تصبح مريم، بتلك الكلمة، أمّاً فخريّةً ليسوع، على غرار كلِّ المناصب الفخريّة، بل ستدأب لكي تجعل ابنها يحيا فينا ونحيا فيه منتقلين، مثلها، إلى العهد الجديد. وعندما سيقول المسيح من أعلى الصليب: "هذا ابنكِ. هذه أمّكَ"، لن يكون ذلك منه كلاماً فارغاً، بل يكون إعلاناً رسمياً لدور مريم في الأمومة الروحية وفي منح الحياة الإلهيّة. يقول بول أفدوكيموف: "لمّا أعطت المسيح من جسدها، صار بينهما قرابة عصب. وإنّنا، بذلك الجسد الذي قدّمته للمسيح، أصبحنا شُركاء الكلمة في طبيعته الإلهيّة." |
|