منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 08 - 2023, 10:51 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,382

مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | دعوة إلى فَرَح المَلَكوت من خلال مَثَل الكَنْز






دعوة إلى فَرَح المَلَكوت من خلال مَثَل الكَنْز



مَثَل الكَنْز هو المَثَل الخامس من أمثال مَلَكوت السماوات في إنجيل متى الفصل الثالث عشر. والفكرة الرَّئيسية لهذا المَثَل هي الفَرَح العظيم في قلب الإنسان لدى اكتشافه كَنْز مَلَكوت الله. الكَنْز، الموجود قبلنا، وينتظر أن نقبله، وأنه ليس نتاج أعمالنا. وهذا الاكتشاف يستحق كل التَّضحيات، لذلك لا بُدَّ من الاستعداد الذي يؤهلنا الدُّخول في فَرَح المَلَكوت حيث لا تشبع فقط رغباتنا، بل تَفيض بالمجد، كما يؤكده الرَّبّ بقوله: " أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ" (متى 25: 21). لأنّه إن رَغِب أحدٌ بالمَسرّات، فهناك تكون البهجة السَّامية والكاملة، لأنّها تكمن في الخير الأسمى الّذي هو الله نفسه، كما يقول صاحب المزمور: " أَمامَ وَجهِكَ فَرَح تامّ وعن يَمينكَ نَعيمٌ على الدَّوام" (مزمور 16: 11).



ومن هذا المنطلق، على الإنسان أن يكون حكيما فيقرِّر أنّ يبيع كلّ شيء لأجل أن يشتري الحقل الذي وجد فيه الكنز، لأن الكنز وهو رمز الملكوت الذي يستحق أنّ يغُير مسّار حياة كل إنسان نهائيا. الإنسان في فَرَحه يُعطي كل شيء. وفي النهاية، إن ما يُعطينا الفَرَح سيعطينا أيضًا القوَّة لتغيير أولوياتنا وحياتنا بطريقة جذرية. ومن ذاق فَرَح ذلك المَلَكوت يفهم أنَّ الكَنْز الحقيقي هو فيه، ويلتزم به من كل قلبه. لذلك واجب بيع كل شيء للحصول على المَلَكوت. وقد وجّه يسوع هذا المَثَل للتَّلاميذ وليس للجُموع، أي لمن يريد أن يدخل في العمق حُبًّا في المسيح. فإن البحث عن يسوع والالتقاء به هو الكَنْز الأعظم!



يُظهر مَثَل الكَنْز قيمة المَلَكوت. والمَلَكوت ثمينٌ جدًا، وقيمته لا تُضاهى، وهذا الملكوت هو يسوع ذاته وكل ما ينجم عن لقائه من تغيير أسلوب معيشتنا. ويستحقُّ المَلَكوت أن نبذل من أجله الغالي والرَّخيص، لأنَّ امتلاكه يُغيّر كل شيء في حياتنا بطريقة جذرية. وخير مثال على ذلك هو القديس فرنسيس الأسيزي: لقد كان مسيحيًّا بالاسم فقط، ولكنه عندما قرأ الإنجيل في مرحلة مصيرية من مراحل شبابه التقى بيسوع واكتشف مَلَكوت الله فتلاشت عندها جميع أحلام المجد الأرضي التي كانت تراوده.



لا يكفي العثور على الكَنْز، بل ينبغي القرار على اقتناؤه، وقيمة الكَنْز تُعادل كلّ ما يمتلكه المشتري. إنّه شيء يُعادل الحَياة بأكملها، لأنه كَنْز الحَياة. ولذلك فإن عثر عليه رَجُل، يُطلب منه أن يضحِّي بكل شيء لكي يحصل عليه. ولا يحصل عليه بالمال، بل بالتَّخلي عن المال، والترفع عن الأمور الأرضية لكي ينفتح على المسيح. وهذا الانفتاح يتطلب أن يبيع المرء كل ما يملك لكي يحصل على فَرَح كَنْز المَلَكوت. وهذا ما فعله الرُّسل: "ها قد تَركْنا نَحنُ كُلَّ شَيءٍ وتَبِعناكَ". فقالَ يسوع: ((الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما مِن أَحَدٍ تَرَكَ بَيتاً أَو إِخوَةً أَو أَخَواتٍ أَو أُمَّا أَو أَباً أَو بَنينَ أَو حُقولاً مِن أَجْلي وأَجْلِ البِشارَة إِلاَّ نالَ الآنَ في هذهِ الدُّنْيا مِائةَ ضِعْفٍ مِنَ البُيوتِ والإِخوَةِ والأَخَواتِ والأُمَّهاتِ والبَنينَ والحُقولِ مع الاضطِهادات، ونالَ في الآخِرَةِ الحَياة الأَبَدِيَّة." (مرقس 10: 28-29). والعثور على الكَنْز يملأ الحَياة فَرَحا.



لا يُقدَّر مَلَكوت السَّماوات بثمن، ومع ذلك فهو يكلّفُ تمامًا كلّ ما يملك المرء. لقد كلّفَ بطرس وأندراوس مجموعة من مراكب الصَّيد، وكلّفَ الأرملة فِلسَين (لوقا 21: 2)؛ وكلّفَ شخصًا آخر كأس ماء بارد (متى10: 42). فالله ينظرُ إلى القلب، وإلى نيّة الذي يُقدّمُها وليس إلى الثروة المَاديّة. هل نجد ما هو أسهل من مَلَكوت السَّماوات لنَكتسبه، وما هو أثمن منه لنَمتلكه؟ لذا يدعونا يسوع بقوله: " فلا تَكَنْزوا لأنفُسِكم كُنوزًا في الأرض بلِ اكَنْزوا لأنفُسِكم كُنوزًا في السّماء"(متى 6: 20). ويُعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم "هنالك شرطان ضروريّان للحصول على هذا الكَنْز: التَّخلّي عن خيرات العَالَم، وشجاعة ثابتة " (عظات حول إنجيل القدّيس متّى، العظة 47).



الكَنْز أولاً هو المسيح، ويعلق القدّيس بِرنَردُس "إن الله قد أرسل على الأرض كَنْز رحمته، هذا الكَنْز الّذي يجب أن يُفتَح بواسطة الآلام، لينشر ثمن خلاصنا الّذي كان مَخفيًّا فيه... "لِأَنَّه قد وُلدَ لَنا وَلَدٌ وأُعطِيَ لَنا آبنٌ" (أشعيا 9: 5)، "فِيه يَحِلُّ جَميعُ كَمالِ الأُلوهِيَّةِ حُلولا جَسَدِيًّا" (قولسي 2: 9)، (العظة الأولى عن عيد الظهور الإلهي).



يقوم دور المؤمن بالجِهاد المستمر لاكتشاف المسيح "الكَنْز المدفون في الحَقْل". وهذا الاكتشاف بحاجة لِمَن يفتش عنه، يتعب ويبحث باذلاً كل الجهد ليجد هذا الكَنْز. ومن اكتشف هذا الكَنْز يبيع كل شيء حاسبًا إيَّاه نفاية، أي يستغنى بالكامل عن كل ملذَّات العَالَم، إذ يصير العَالَم في عينيه بلا قيمة، ويشترى الحَقْل أي يعيش لله فقط، كما فعل بولس الرسول "إِلاَّ أَنَّ ما كانَ في كُلِّ ذلِكَ مِن رِبْحٍ لي عَدَدتُه خُسْرانًا مِن أَجلِ المسيح، بل أَعُدُّ كُلَّ شَيءٍ خُسْرانًا مِن أَجْلِ المَعرِفَةِ السَّامية، مَعرِفةِ يسوعَ المسيحِ رَبِّي. مِن أَجْلِه خَسِرتُ كُلَّ شَيء وعدَدتُ كُلَّ شَيءٍ نُفايَة لأَربَحَ المسيحَ " (فيلبي 7:3-8).



الكَنْز هو أيضا الإيمان الحقيقي. فمن حصل على الإيمان حصل على كلِّ شيء ضروري للخلاص، لأنَّه بالإيمان نقدر أن نكتشف ما علينا عمله للخلاص. وبالإيمان نبني مَلَكوت الله على الأرض، مع يسوع المسيح، الذي جاء وسكن بيننا. وبالإيمان نعرف أن الله معنا " إذا كانَ اللّهُ معَنا، فمَن يَكونُ علَينا؟ ...ومَن يَفصِلُنا عن مَحبَّةِ المسيح؟ أَشِدَّةٌ أَم ضِيقٌ أَمِ اضْطِهادٌ أَم جُوعٌ أَم عُرْيٌ أَم خَطَرٌ أَم سَيْف؟ ...وإِنِّي واثِقٌ بِأَنَّه لا مَوتٌ ولا حَياة، ولا مَلائِكَةٌ ولا أَصحابُ رِئاسة، ولا حاضِرٌ ولا مُستَقبَل، ولا قُوَّاتٌ، ولا عُلُوٌّ ولا عُمْق، ولا خَليقَةٌ أُخْرى، بِوُسعِها أَن تَفصِلَنا عن مَحبَّةِ اللهِ الَّتي في المَسيحِ " (رومة 8: 31 -35). كَنْز الإيمان يستحق التضحية له بكل شيء.



الكَنْز هو أيضا الخلاص. آخرون يرون في المَثَل كإشارة عن الخاطئ الذي يبذل كل شيء ليقتني الخلاص، وهذا ما فعله زكَّا العشَّار إذ لمَّا رأى الرَّبّ يمرُّ في أريحا صعِدَ إلى شجرة الجميزة، لأنَّه كانَ قصيرَ القامة، فلمَّا رأى يسوعَ وجدَ النور. رآه وأعطاه كلَّ ما لَهُ، وكانَ من قبل يأخذُ زكا ما ليسَ له. ولنا شهادة أيضا في حَياة فرنسيس الأسيزي الذي قَبْلَ موته بسنتين تألم كثيرًا، فطلب من الرَّبّ النجدة. "وفجأة سمع صوتًا في روحه: "قل لي يا أخي: إذا أعطيتك مقابل آلامك ومحنك كَنْزا كبيرًا وثمينًا... ألن تفرح؟" (حَياة القدّيس فرنسيس الأسيزي المعروفة بـ "مجموعة بيروجا" الفقرة 43.) ها إن الله قد أرسل على الأرض كَنْز رحمته، هذا الكَنْز الّذي يجب أن يُفتَح بواسطة الآلام، ليُعلن ثمن خلاصنا الّذي كان مَخفيًّا فيه.



الكَنْز أخيرا هو الكتاب المقدس. ويعلق العلامة أوريجانوس "ما هو هذا الحَقْل إلا الكتاب المقدّس بعهديه الذي يحوي في داخله سرّ المسيح ككَنْز مَخفي، لا يتمتّع به غير المُثابرين بالبحث المستمر في الكتاب؟ لهذا يليق بالمؤمن أن يبيع كل شيء ليقتني هذا الحَقْل الحاوي للكَنْز. حقًا إن الحَقْل كما يبدو لي حسب ما جاء هنا هو الكتاب المقدّس الذي فيه زُرع ما هو ظاهر من كلمات من التاريخ والناموس والأنبياء وبقيّة الأفكار؛ أمّا الكَنْز المدفون في الحَقْل فهو الأفكار المختومة والمَخفية وراء الأمور المنظورة، الحكمة المَخفيّة في سِرّ، المسيح الذي "استَكَنَّت فيه جَميعُ كُنوزِ الحِكمَةِ والمَعرِفَة " (1 قولسي 2: 3).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | دعوة إلى اختيار المَلَكوت من خلال مَثَل الشَّبَكة
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | أن مَثَل اللُّؤلُؤَة يشبه مَثَل الكَنْز
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | دعوة إلى البحث عن المَلَكوت من خلال مَثَل اللُّؤلُؤَة
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | يُظهر مَثَل الكَنْز قيمة المَلَكوت
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | فَرَح المَلَكوت


الساعة الآن 02:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024