* هذه هي البراهين على التواضع الحقيقي، أن يؤكد الإنسان شره الذاتي، مؤكدًا إياها بكشفها بصوت الاعتراف. على عكس ما اعتاده الجنس البشري من ممارسة الإنسان للخطية بينما يحفظ نفسه مخفيًا عن الأنظار. وعندما تكُتشف ينكرها، مخفيًا إياها، وعندما يُتهم بها يضاعف من خطاياه بسقوطه في الدفاع عن نفسه. منذ سقوط الإنسان انسحبنا إلى هذه الدرجات من الشر... ولما كانت خطية الإخفاء تنمو بلغت إلى حدٍ مخيفٍ في الجنس البشري، قال الطوباوي أيوب: "إن أخفيت معاصي"، مضيفًا الكلمات: "كإنسان"، إذ رأى أن أخذ صورة الأبوين الأولين صار نموذجًا للإنسان...
أبرز الطوباوي أيوب تواضعًا منفردًا، إذ عرف أنه كان يعيش بين مقاومين، ومع هذا لم يخشَ أن يكشف أخطاءه بصوت الاعتراف. لاحظوا أنه قبلًا أخبر عن سماته الفاضلة، بعد ذلك يعترف بخطيته.