أن يستخدمك الله وتكون خادمًا للرب، هذا شيء يقصر أي قلم عن وصف عظمته وسموه، بشرط أن يكون مفهومنا للخدمة مفهومًا صحيحًا. فأن تكون الخدمة عبارة عن تسلية في وقت الفراغ، أو ممارسة لهواية طبيعية من الهوايات، أو حتى مجهودات لإنجاح كنائس أو طوائف وجماعات، هذه كلها ليست الخدمة التي نتكلم عنها، وفي هذه جميعها يبحث أصحابها عن المُتعة وتحقيق الذات، وبالتالي لا تستحق في نظرهم إطلاقًا، ولا يتوافق معهم أبدًا، فكرة حتمية الألم. إذ أنها ليست من الأصل استخدامًا من الله. لكن الخدمة التي نتكلم عنها، هي أن تكون رجلاً قريبًا من قلب الرب وفكره. تقف في مجلسه وتستمع إلى كلامه ثم تخرج عاملاً مشيئته. وأن تكون رجلاً تُفرِّح قلب الرب بطاعتك له، وتُسعده بتتميم ما يأمرك به، وبإنجاز ما يرسلك إليه. إن فعلنا هذا سنشعر بقيمة الحياة، وسنُدرك فعلاً أنها تستحق أن تُعاش، طالما أنها منحتنا فرصة أن نكون خدامًا لإلهنا.