الشخصية الخيالية غير الواقعية
هذا النمط من الأشخاص يعيش في أحلام اليقظة فيصور له خياله أن مشاكله سوف يتم حلها إذا ترك الإيمان المسيحي، وتتحول الشخصية الخيالية إلى حماقة في الفكر متجهة إلى التفاهة مثل الإنسان الذي يحاول في ليل بلا قمر أن يسير في طريق غريب أو يسافر في بحر لا دراية له به، فلا يبلغ وجهته بل يضل في خيالات غير واقعية، في محاولة التحقيق في الأوهام، وهكذا يتبدد النور من نفوسهم وعوضًا عنه يسلمون ذواتهم لأفكارهم الذاتية ويطلبون الله غير الهيولي (أي غير المادي) في الأجسام والزمنيات جاعلين له أشكالًا وأصنامًا، وتتنوع خيالات هذه الشخصيات، ورغم أنهم يملكون أشياء غالية لكنهم يريدون غيرها غير مكتفين بما أُعطي لهم، لاهثين وراء كل جديد.
إنه في الأزمنة الصعبة (2تي3: 1) يخاف لئلا يفقدوا المملكة الأرضية، بينما هم يفقدون السمائية التي كان يليق بهم أن يخافوا فقدانها... يمشون في شهوة الزمنيات ويخالطون أهل هذا العالم، لا يفهمون ولا يطلبون الله.
لا شك أن كل عقل حسب مقدار تدرجه يستنير بكمية محدودة من النور، أما النفس الغارقة في برودة خيالاتها فتهلك، إذ أن الشيطان غير قادر على تقديم شيء عملي، لذا يقدم بالأكثر وعودًا خيالية خادعة.
إن الله هو قائدنا والشيطان هو مهلكنا، القائد يقدم وصايا وأدوية الخلاص، والمهلك يقترح الخداع والموت، فهل نصغي إلى وصايا الحياة أم إلى خداع الموت؟