الواقعية وعلاج الكآبة
نقطة أخري في علاج الكآبة وهي: الواقعية.
ونقصد بها أن تعيس في الواقع وليس في الخيال، ولا في مثاليات خيالية..
لا تتصور وضعًا خياليًا لتعيش فيه أو مثاليات خيالية ليعيش فيها غيرك فإن لم تجد هذا ولا ذاك، تلقي بنفسك في الكآبة..
إن مات لك حبيب أو إن فاتتك فرصة، أو إن فقدت شيئًا، أو إن أصابك مرض، عش في واقعك.
أعمل ما عليك، واترك الباقي لله ولا تعش في كآبة، متخيلًا الوضع المثالي الذي كان ينبغي أن تكون فيه، لنفرض أن إنسانًا أصيب في حادث وبترت له ساق أو ذراع، أيحيا في كآبة طول عمره أم أنه يرضي بواقعه، ويتأقلم حسب الوضع الذي هو فيه.
كذلك لا تفترض مثالية خيالية في جميع الناس، ولا حتى في خدام الكنيسة، افترض الواقع، أنهم بشر لئلا إذا صدمت بمثالية أحدهم، تتحطم وتتعب وتكتئب..
إن أخطأ منهم أحد، صل من أجله، ولا تتعقد بسببه. إن الكتاب قد شرح لنا أخطاء رسل وأنبياء وقديسين، وبقوا في حكم الله كما هم، على الرغم من أخطائهم.
أخطاء الناس اعتبرها طبيعية، جزاءًا من طبيعة الإنسان المائلة، ولا تدعها تحطم نفسيتك.
كثير من الناس يتعبون من معاملات الآخرين وأخطائهم، كما لو كانوا يفترضون في هؤلاء الآخرين عصمة لا تخطئ، بينما العصمة هي لله وحده..