مرسى أعلن «جماعته» شيطانًا رجيمًا
تحدّثت أمس إلى إحدى الفضائيات معلقًا على القرارات الكارثية التى أصدرتها الذراع الرئاسية للإخوان مساء أول من أمس، بعد ساعات من نزول قطعان جماعته إلى الشوارع يهتفون هتافات بذيئة بمضمونها، وقلت فى وصفها إنها إعلان نازى وفاشى لم يشهد تاريخ مصر الحديث كله مثيلًا له، إذ تقوض بجرة قلم شيطانى دولة القانون فى هذا البلد العظيم وتلغى القضاء وتسحق أى معنى للشرعية وتنهى ثورة 25 يناير على مشهد مزرٍ لم نتوقّعه فى أسوأ كوابيسنا.. وتابعت قائلًا: إن الشيخ مرسى يريد أن يصنع بفرمانه الأسود هذا من مصر خرابة هائلة تجلس على تلها جماعة سرية شريرة متهورة ظالمة ومظلمة العقل أعماها الطمع ومستقوية علينا بالدعم الأمريكى (أرجوك راجع ما كتبته صحيفة «الواشنطن بوست» أمس فى وصف وتفسير قرارات مرسى). وختمت تعليقى بأن ما فعله مرسى وجماعته ليس فقط مجرد إعلان يخاصم أى شرعية ومشروعية نَصَّب به نفسه ديكتاتورًا عاتيًا يتوارى بجواره خجلًا وقرفًا المجحوم «هتلر» شخصيًّا، إنما الأمر يصل إلى حد أن الذراع الرئاسية للجماعة بدت بهذه القرارات الفاجرة وكأنها تحاول اغتصاب سلطة المولى عز وجل وتلبس مسوح الإله وتساوى حاله فى الحكم بالله تعالى الذى هو وحده فى هذا الكون مَن لا يُسأل عما يفعل أو يشاء. وما أن قلت هذا الكلام (على الهاتف) حتى انتفض رجل من قيادات «جماعة الشر» كان موجودًا فى الاستوديو مقاطعًا ومعترضًا، وهلفط بكلام خائب مرتبك لم أفهم منه شيئًا سوى أن جنابه يستنكر المعنى الذى بحت به للمشاهدين.. والآن ها أنا أصالح الرجل الإخوانى المبجل هذا وأتراجع مجاملة له ولجماعته التى تسكن صورة العصابة، وأستأذن جنابه فى تغيير عبارة «مرسى أخذه الشطط والغرور فأعلن نفسه إلهًا»، إلى العبارة التالية: الشيخ مرسى أعلن جماعته إبليسًا أو شيطانًا رجيمًا ركب شعب مصر ويسعى إلى سوقه بالعافية والبلطجة إلى جحيم الخراب الشامل.. هل يرضيك يا رجل هذا التغيير ويبسطك ويبدد اشمئناطك الكاذب؟! ■■ كثيرون جاهروا بخوفهم وتوجّسهم ورعبهم من مؤامرة تَصعيد جماعة الشر التى تنسب نفسها إلى الإسلام زورًا وبهتانًا، ولم يدارى هؤلاء اقتناعهم بأن هذه الجماعة سوف تستعمل آليات الديمقرطية (ومنها الانتخابات المزورة) مثل مناديل «الكلينكس» لمرة واحدة فقط، ثم بعد أن تَركب الحكم وتدلدل رجلها فى وجه الشعب المصرى سترمى هذا «المنديل الديمقراطى» فى أقرب صفيحة زبالة وتقيم بسرعة دولة طغيان وفساد وظلام.. فهل اقتنع الآن الطيبون المساكين فى عقولهم (لا أقصد المنافقين المستعدين دائما لعلق حذاء ومسح بلاط أى سلطان جائر) إنهم ارتكبوا فى حق الوطن خطيئة كبرى تستعصى على النسيان والمغفرة عندما أيّدوا ودلّلوا تلك الجماعة الخطيرة بعد أن غيّبوا وعيهم إراديًّا وأصابوا عيونهم بالعمى العمدى لكى لا يروا الحقيقة الساطعة المفضوحة، وهى أن «الإخوان» بحالتهم الرهانة وطبيعة تكوينهم الفكرى البدائى المقاوم للتطور ونوع ثقافتهم الجلفة التى تراوح بين التأخر الشديد والانتهازية المرعبة، يمثلون خطرًا داهمًا على البلد، دولة ومجتمعًا، وأنهم غير مؤهلين ولا راغبين إطلاقًا فى مبارحة مغارة اليمين المتطرف التى يتمترسون فيها منذ ولادة جماعتهم ويبثون من دهاليزها المظلمة وفى كل مناسبة آيات وأدلة لا أول لها ولا آخر تقطع بغربتهم عن العصر وكراهيتهم وعدائهم العقائدى لكل منجزات مسيرة الحضارة الإنسانية عمومًا، خصوصًا حقوق وحريات البشر، كما أنهم لن يترددوا أو يقعدوا عن تعطيل وتخريب كل محاولة لإنهاض الوطن من عثرته والأخذ بيده إلى آفاق التقدم الرحبة، وسيقاومون بكل شراسة أى فرصة لبناء نظام سياسى ديمقراطى رشيد وعصرى يتمتع الناس فى ظله بالعدل والحرية والرفاه. أرجوكم يا أهل الخطيئة التاريخية، واستصرخ ضمائركم، أعلنوا على خلق الله ندمكم وتوبتكم عما فعلتم بنا حتى تساعدوننا على الصفح والنسيان.. ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأكمل غدًا.
جمال فهمي
