رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقتل آخاب: 31 وَأَمَرَ مَلِكُ أَرَامَ رُؤَسَاءَ الْمَرْكَبَاتِ الَّتِي لَهُ، الاثْنَيْنِ وَالثَّلاَثِينَ، وَقَالَ: «لاَ تُحَارِبُوا صَغِيرًا وَلاَ كَبِيرًا إِلاَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ وَحْدَهُ». 32 فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْمَرْكَبَاتِ يَهُوشَافَاطَ، قَالُوا: «إِنَّهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ» فَمَالُوا عَلَيْهِ لِيُقَاتِلُوهُ، فَصَرَخَ يَهُوشَافَاطُ. 33 فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْمَرْكَبَاتِ أَنَّهُ لَيْسَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ رَجَعُوا عَنْهُ. 34 وَإِنَّ رَجُلًا نَزَعَ فِي قَوْسِهِ غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ وَضَرَبَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ بَيْنَ أَوْصَالِ الدِّرْعِ. فَقَالَ لِمُدِيرِ مَرْكَبَتِهِ: «رُدَّ يَدَكَ وَأَخْرِجْنِي مِنَ الْجَيْشِ لأَنِّي قَدْ جُرِحْتُ». 35 وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَأُوقِفَ الْمَلِكُ فِي مَرْكَبَتِهِ مُقَابِلَ أَرَامَ، وَمَاتَ عِنْدَ الْمَسَاءِ، وَجَرَى دَمُ الْجُرْحِ إِلَى حِضْنِ الْمَرْكَبَةِ. 36 وَعَبَرَتِ الرَّنَّةُ فِي الْجُنْدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ قَائِلًا: «كُلُّ رَجُل إِلَى مَدِينَتِهِ، وَكُلُّ رَجُل إِلَى أَرْضِهِ». 37 فَمَاتَ الْمَلِكُ وَأُدْخِلَ السَّامِرَةَ فَدَفَنُوا الْمَلِكَ فِي السَّامِرَةِ. 38 وَغُسِلَتِ الْمَرْكَبَةُ فِي بِرْكَةِ السَّامِرَةِ فَلَحَسَتِ الْكِلاَبُ دَمَهُ، وَغَسَلُوا سِلاَحَهُ. حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ. 39 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَخْآبَ وَكُلُّ مَا فَعَلَ، وَبَيْتُ الْعَاجِ الَّذِي بَنَاهُ، وَكُلُّ الْمُدُنِ الَّتِي بَنَاهَا، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ 40 فَاضْطَجَعَ أَخْآبُ مَعَ آبَائِهِ، وَمَلَكَ أَخَزْيَا ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. "وأمر ملك آرام رؤساء المركبات التي له الاثنين والثلاثين وقال: لا تحاربوا صغيرًا ولا كبيرًا إلاَّ ملك إسرائيل وحده. فلما رأى رؤساء المركبات يهوشافاط قالوا: إنَّه ملك إسرائيل. فمالوا عليه ليقاتلوه، فصرخ يهوشافاط" [31-32]. هرب يهوشافاط بعد أن نال جزاءً مرًا لتهاونه واشتراكه مع آخاب فيما حذَّره منه ميخا النبي. عند عودته إلى أورشليم أنصت إلى توبيخٍ قاسٍ من ياهو النبي (2 أي 19: 2). "فلما رأى رؤساء المركبات أنَّه ليس ملك إسرائيل رجعوا عنه. وأن رجلًا نزع في قوسه غير متعمِّد، وضرب ملك إسرائيل بين أوصال الدرع. فقال لمدير مركبته: ردّ يدك وأخرجني من الجيش، لأنِّي قد جرحت" [33-34]. تخفَّى آخاب وسط الجيش ليحارب، لكنَّه لا يقدر أن يختفي عن الله. ضربه جندي بقوسه عن غير عمد، فأصابه جرح قاتل أدى بحياته. لقد ضُرب الملك المتخفِّي ليس بمهارة ملك آرام ولا بقدرات جيشه، وإنَّما بسماح إلهي عجيب. ضرب الرجل المطلوب وبطريقة تُحقِّق نبوَّة إيليَّا النبي له وفي الموضع المناسب. لقد سمح الله لآخاب ألاَّ يموت فورًا حتى يتحقَّق بنفسه في اللحظات الأخيرة أن ما تنبَّأ به ميخا هو حق. كانت أوصال الدرع في مصر تصنع من الكتَّان، وأيضًا في إسرائيل. فيما بعد صارت من المعدن (رؤ 9: 9). جاء في الفولجاثا أنَّها "بين الرئتين والمعدة"، أي في القلب. "واشتد القتال في ذلك اليوم، وأوقف الملك في مركبته مقابل آرام، ومات عند المساء، وجرى دم الجرح إلى حضن المركبة.وعبرت الرنَّة في الجند عند غروب الشمس قائلًا: كل رجل إلى مدينته، وكل رجل إلى أرضه" [35-36]. عند الغروب إذ مات آخاب لم يعد يطمع الشعب في استرداد راموت جلعاد، فصار نداء أن يرجع الإسرائيليُّون كل إلى بيته، وعاد الآراميُّون إلى منازلهم، ولم تستمر المعركة أكثر من نهارٍ واحدٍ. "فمات الملك وأُدخل السامرة، فدفنوا الملك في السامرة. وغسلت المركبة في بركة السامرة، فلحست الكلاب دمه، وغسلوا سلاحه حسب كلام الرب الذي تكلَّم به" [37-38]. جاء في الترجمة السبعينيَّة أن الخنازير والكلاب لحست دمه والداعرات استحممن في البركة التي تسرَّب الدم إليها. يرى البعض أنَّه من علامات الخزي والاستهانة أنَّهم إذ غسلوا المركبة والسلاح من الدم فلحسته الكلاب، وتسلَّل بعض الدم إلى البركة بينما كنت النساء الداعرات يستحممن في البركة كمن هنَّ كنَّ في لهوٍ لا يبالين بالحدث. يقول يوسفوس المؤرِّخ أن بركة السامرة كانت موضع استحمام السامريَّات العاهرات. "وبقيَّة أمور آخاب وكل ما فعل وبيت العاج الذي بناه وكل المدن التي بناها، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيَّام لملوك إسرائيل" [39]. بيت العاج: قصر ملكي بناه آخاب في السامرة، غشَّاه بالعاج. وقد تحدَّث عاموس النبي ضد هذا الترف الزائد (1 مل 3: 15). كان العاج يُستخدم بكثرة في العهد القديم في الأثاثات كما في الشبابيك والأبواب الخشبيَّة. "فاضطجع آخاب مع آبائه، وملك اخزيا ابنه عوضًا عنه" [40]. |
|