|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
من كتاب : قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري .
حدث اثناء تجول العائلة المقدسة فى مصر ان سمع رجل اسمه ودامون الارمنتي انهم وصلوا إلى الاشمونين . فدفعه تطلعه نحو المسيا المنتظر إلى ان يذهب ليمتع قلبه برؤية الملك المرتقب . وبما ان رب المجد قد أعلن انه لا يرد كل من يأتي إليه فقد منح ودامون تحقيق تطلعاته . فرآه وسجد له وخلال هذه الزيارة اعلمه السيد المسيح بأن بيته سيصبح كنيسة . وفى اثناء غيابه سأل عنه بعض الاصدقاء فأخبرهم أهل بيته بسفره والغرض الذي سافر من أجله . فلما عاد ودامون من رحلته جاء إليه هؤلاء الاصدقاء وأخذوا يستفسرون منه عما رآه فاندفع بحماسة فرحته إلى وصف مشاهداته ثم أكد لهم في النهاية بأن هذا هو ( ابن الإنسان ) الملك المرتقب الذي لن ينقذ مصر وحدها بل العالم بأسره . واستمعوا إليه في ذهول وانفتحـت قلوب البعض منهم بينما غلظت قلوب البعض الاخر . فذهب الفريق الثاني وأبلغ الوالي الرومانى بما أكده ودامـون . ورأى هذا الوالي في هذا الوليد خطرا على قيصر ومملكته . فاستحضر ودامون واستجوبه ورأى اصراره على يقينه من ان ذاك الذي رآه هو الملك الذي طالما تطلعوا نحو مجيئه . فأمر بقطع رأسه حتى لا يسري اقتناعه إلى غيره .. وهكذا نال اكليل الشهادة ورب المجد مازال طفلا هاربا لاجئا إلى بلادنا . فصدق عليه قول الرسول بولس : هؤلاء لم ينالوا المواعيــد بل من بعيد نظروها وحيوها وصدقوها .. و ودامون لم يحياها فقط بل دفع دمه تهليلا بتحقيقها ... فابن مصر – ودامون الأرمنتي – هو في الواقع الشهيد الأول لأنه سبق استشهاد رئيس الشمامسة اسطفانوس بسنوات غير قليلة .. كان لمحمد على باشا والى مصر بنت اسمها زهرة باشا اعتراها روح نجس وحار الأطباء فى علاجها فقال بعض رجال القصر للباشا بأنه فى إمكان ( أئمة ) النصارى شفاءها .. فأرسل الباشا إلى البابا بطرس الجاولى ( البطريرك الـ 107 ) الذي استدعى الأنبا صرابامون اسقف المنوفية الشهير بأبو طرحة وطلب إليه الذهاب إلى قصر الباشا للصلاة على ابنته وبالطبع لبى الأسقف طلب باباه ولكنه استأذنه ان يأخذ صليب قداسته الخاص ليصلي به ( وذلك انكارا لذاته حتى يقال ان صليب البابا هو سبب المعجزة ) .. وحينما وصل إلى القصر وجده مليئا بالرجال والنساء الذين ذهبوا ليروا ماذا يستطيع الأسقف القبطي عمله فدخل إلى حجرة ابنة الباشا وما كاد يبدأ الصلاة حتى ألقي الشيطان بالأميرة على الأرض فأخذت تصرخ بصوت عال جدا .. فتضاعفت صلوات الأنبا صرابامون وأخذ يذرف الدموع قائلا بأعلى صوت : يا خطيتك يا صليب ( اسمه العلماني ) واستكمل يقول : يا ربنا يسوع مجد يمينك وانصر كنيستك .. وظل فى صراع روحي ثم أكمله بأن رسم علامة الصليب على كوب ماء رش به وجه الأميرة .. فصرخ الشيطان بصوت مزعج وخرج منها .. وقامت الأميرة معافة صحيحة ... وعندها صدحت موسيقى القصر وجرى الخدم ليبشروا محمد على بشفاء ابنته .. فجاء ووجد ابنته فى احسن حال وعافية وأراد أن يعبر عن شكره للأنبا صرابامون فقدم له صرة فيها اربعة الآف جنيه ذهب .. ولكن القديس رفضها قائلا : لا استطيع ان اربح المال بالمواهب التي منحها الله لي مجانا .. وكل ما أرجوه من دولتكم أن تتعطفوا على ابناء القبط الذين تجنى عليهم الحكام وطردوهم من وظائفهم ... فقبل الباشا هذا الرجاء ثم ألح عليه في أن يأخذ المال .. فأخذ منه القليل ووزعه على الجنود المصطفين على الجانبين لتوديعه وهو خارج ... عاش فى اواخر العصر المملوكي صائغ قبطي كان مدمنا للصلاة إلى حد انه كان عندما يفتح دكانه كل صباح يركع عند مدخلها ويصلى ، ثم يختتم صلاته بقوله جهرا : قوته عظيمة .. وعظيمة العظيمة ومدبرة وحكيمة ، وان نزلت البحر تطلع سليمة ... وكان مقابل دكانه على الناحية الاخرى من الشارع دكان لصائغ يهودي كلما سمع هذه الصلاة تساءل : كيف تطلع سليمة بعد ان تنزل فى البحر ؟ .. و حدث ان خاتم السلطان انفك فصه فأشار عليه البعض بالصائغ القبطي , فأعطى له الخاتم قائلا له : ان عليه ان يركبه في ثلاثة ايام وإلا سيقطع رأسه .. ووصل هذا الحديث إلى الصائغ اليهودي ، الذي وجد وسيلة لفتح دكان جاره وفتح الدرج وأخذ منه الفص ثم خرج اغلق الدكان وهو يقول لنفسه " الان سأعرف كيف تخرج سليمة حتى ان نزلت البحر " وذهب إلى النيل والقى بالفص فيه . وكان اليوم التالي هو يوم تذكار رئيس الملائكة ميخائيل وكان الصائغ القبطي ممن يكرمون رئيس الملائكة ويستشفعون به وكان معتادا ان يوزع على الفقراء في هذا اليوم الفطير والسمك .. فمر على صياد صديقا له ورجا منه أن يوصل السمك إلى بيته لأن عليه عملا له اهمية خاصة . ولما فتح الدكان لم يجد الفص حيث تركه وفتش في مختلف الاركان التي يمكن ان يكون وضعه فيها وبالطبع لم يجده فقال لنفسه : لن اموت الا مرة واحدة سواء بسيف السلطان او بغيره فلأذهب لاصطحب زوجتي وأولادي لنوزع السمك والفطير – واتكالي على الله .. ولما عاد إلى البيت وجد أن امرأته أعدت كل شئ ولكنها قالت له : ان الصياد لم يحضر لنا السمك الصغير كالمعتاد ،بل احضر لنا سمكة ضخمة معتذرا أنه لم يوفق فى العثور على النوع الصغير .. ثم استكملت حديثها بقولها : تصور انني لما فتحت خياشيم السمكة وجدت هذا ! وأخرجت من جيبها فصا ووضعته في يد زوجها – فاذا به فص الخاتم السلطانى .. !! ودهش الصائغ كيف وصل هذا الفص إلى داخل هذه السمكة التي صارت من نصيبهم .. ولكنه رفع شكره وتمجيده لله ثم ضاعف المال الذي وزعه في هذا اليوم مقدما تسبحة لرئيس جند السماء .. وركب الفص في الخاتم وحمله إلى السلطان .. وبُهت الصائغ اليهودي حين رأى جاره القبطي قد أتى إلى دكانه في اليوم الرابع فذهب إليه وسأله : ماذا فعلت بخاتم السلطان ؟ أجابه : لقد أصلحته وأوصلته إليه . وبدت الدهشة على وجه اليهودي وفي صوته وهو يقول : كيف ؟؟ فتفرس فيه زميله القبطي وقال : مالك مندهشا ؟ ورد عليه : أخبرني ماذا جرى لأخبرك عن سبب الدهشة التي تملكتني .. فروى له كل ماحدث بالتفصيل .. وعندها أخبره اليهودي بما فعل وانتهى إلى القول : انت على حق . لأن قوته عظيمة وعظيمة العظيمة . ومدبرة وحكيمة . وان نزلت البحر تطلع سليمة ... والآن يا صديقي علمني عن السيد المسيح لأني أمنت باسمه القدوس . واعتمد الصائغ اليهودي بالصبغة المقدسة ، وصار يردد كل يوم مع صديقه صلاته المحببة . كان البابا متاؤس الاول البطريرك الـ 87 فى فترة رهبنته عائشا فى البرية وحدث ذات مرة ان صحبته ضبعة وهو سائر فى البرية واخذت منه ( صرة ملابسه ) التى تحتوى على كل مقتنياته فاستشعر بأن لها طلبا وسار معها إلى أن وقفت امام صخرة مجوفة . فنزل إلى قاع التجويف فوجد جرو الضبعة ( ابنها ) فحمله على كتفه وصعد به إليها وتعبيرا عن شكرها له أخذت تلعق يديه وقدميه .. ثم حملت صرة الملابس مرة اخرى وأوصلته إلى المغارة التي شاء أن يقطنها آنذاك ... وتكملة لهذا اللقاء العجيب بين السائح متاؤس والضبعة نروي لقاء اكثر عجبا ففى صباح اليوم التالي سمع خربشة على بابه قلما فتحه وجد الضبعة ومعها ضبعة أخرى تحمل جروا أعمى .. فركع على الأرض وبلل قبضة من الرمل بلعابه ثم طلى بها عيني الجرو فانفتحتا . فأخذت الضبعتان تلعقان يديه ورجليه وظلتا تحرسانه طيلة الفترة التي قضاها بتلك المغارة .. فما أعجب عمل الله فى قديسيه الذين أخضع كل شئ تحت قدميهم ... أراد البابا كيرلس الكبير ( عامود الدين ) ان يبلغ الامبراطور ثيؤدوسيوس الصغير بقرارات مجمع أفسس ، لكن اتباع نسطور استطاعوا ان يحوطوا حول الامبراطور ويمنعوا وصول قرارات المجمع إليه .. فبدأ البابا يفكر كيف يمكنه تقديم نسخة من القرارات إلى الامبراطور .. وإذ وجد أن خطة النساطرة محكمة جدا ، أرسل إليه راهبا شيخا وفتشه النساطرة قبل دخوله إلى الامبراطور تفتيشا جيدا ولم يجدوا معه شيئا .. لكنه ما ان التقى بالامبراطور حتى أخرج من العكاز المفرغ الذى كان يتكئ عليه نسخة من قرارات المجمع وسلمها إليه .. وهكذا يعطى الرب قديسيه حكمة وجرأة لتحقيق اهدافهم وتخطى المصاعب . عندما جلس البابا مكاريوس الاول ( البطريرك ال 59 ) على كرسي البشير مارمرقس قرر ان يقوم بزيارة راعوية للمدن والقرى ليفتقد شعبه وقرر قداسته ان يكون اول مكان يزوره هى بلدته التى ولد ونشأ فيها وقصد إلى بيت ابيه .. وحدث ان أمه كانت فى تلك اللحظة جالسة امام باب البيت تغزل فجاء إليها وحياها أما هي فأستمرت فى عملها دون ان ترفع نظرها فظن أنها لم تعرفه . فقال لها : ( ألا تعلمين أنى أنا ابنك مقاريوس الذي رقى درجة سامية ، ونال سلطة رفيعة ، وأصبح سيدا لامة كبيرة ؟ ).. فأجابته وهى دامعة العين : " أنى لا أجهلك وأعرف ما صرت إليه ، ولكنى كنت أفضل يا أبني أن يؤتى بك إلىّ محمولا على نعش ، خير من أن أسمع عنك أو أراك بطريركا . ألا تعلم أنك حينما كنت راهبا كنت مسئولا عن نفسك فقط . أما الآن فقد صرت مطالبا بأنفس رعيتك . وسيطلب المسيح منك دم كل فرد من افراد الشعب الذى ائتمنك عليه فاذكر انك أصبحت فى خطر ، وهيهات أن تنجو منه " . . قالت له هذا وأخذت تشتغل كما كانت . فأهتز الانبا مكاريوس حتى اعماقه من كلمات أمه فنقش هذه الكلمات الخطيرة على قلبه وظل يذكرها طيلة حياته .. فقضى عمره يعلم شعبه ويحثه على الجهاد وكان لا يرسم اى اسقف او كاهن بدون ان يفحصه جيدا للتأكد من صلاحه للرعاية . فتحيـة لهذه الأم التى عرفت مقدار المسئولية الملقاة على عاتق ابنها ونبهته لخطورتها حتى اصبحت مثالا للأم المسيحية الحقة ... حدث فى سنة 1807م فى ايام بابوية البابا بطرس الجاولي البطريرك الـ 109 ان جاء فيضان النيل شحيحا فداخل الناس الخوف من نقص المحصول ورجوا من الوالى ان يطلب من الرؤساء الدينيين الصلاة ليبارك الله فى النيل فترتفع مياهه الارتفاع المطلوب وبالفعل ارتفعت الصلوات من الجميع .. من رؤساء الديانة الاسلامية ثم من رؤساء الديانة اليهودية .. ولم يحدث اى تغيير فى منسوب النيل .. وجاء الدور على الأنبا بطرس الذى اصطحب معه جماعة من الاساقفة والكهنة يتبعهم الشعب إلى شاطئ النيل .. وهناك اقام صلوات القداس الإلهي .. ولما انتهوا من القداس أخذ البابا بطرس قربانة من قربان الحمل مع الماء الذى غسل به الأواني المقدسة وطرحهم فى النهر .. وعندما لمست القربانة والمياة المقدسة مياه النيل فارت مياهه وارتفع منسوبه .. فرفع الجميع آيات الحمد والتسبيح للرب المتحنن على شعبه ... وقد أصبحت للبابا بطرس كرامة ودالة خاصة عند الوالى التركى ... كان فى مدينة الاسكندرية فى ايام البابا ثيؤفيلس البطريرك الـ 23 رجلا يهوديا اسمه فيلكسينوس غنيا جدا . وكان يعيش بالقرب منه رجلان مسيحيان على غاية من الفقر فوسوس الشيطان إلى احدهما بالتجديف فقال لرفيقه : لماذا نتعبد للمسيح ونحن فقيران ؟ وهذا اليهودي غني جدا . اجابه صديقه : ليس لمال هذا العالم حساب عند الله ولو كان له حساب لما أعطاه لعابدى الاوثان وللقتلة واللصوص والزناة . فالانبياء كانوا فقراء وكذلك الرسل والرب له المجد كان فقيرا إلى حد انه كان يعيش على صدقة المحسنين ... على ان عدو الخير قسى قلب المجدف فلم يقبل توجيهات صديقه ثم زاد على ذلك بأن مضى إلى فيلكسينوس ورجا منه أن يقبله في خدمته فقال له : لا يحل لي ان اعاشر إلا من يدين بديني فإن شئت أعطيك صدقة .. أجابه : خذني عندك وأنا أعتنق دينك وأعمل كل ما تأمرني به .. فأخذه إلى مجمع اليهود وهناك سأله رئيسهم : احقا تجحد مسيحك وتصير يهوديا مثلنا ؟ أجابه : نعم .. وهكذا جحد المخدوع ربه امام الجميع .. وتمادى رئيس المجمع في تجبره وأمر ان يعمل صليبا من الخشب ووضعوا في يد الجاحد قصبة عليها إسفنجة مملؤة خلا وفي اليد الاخري حربة وقالوا له : أبصق على هذا الصليب وقدم له الخل واطعنه بالحربة ، وقل : طعنتك ايها المسيح ... ففعل كل ما أمروه به وعندما طعن بيده الآثمة الصليب سال منه دم وماء !!!! فسقط ذلك الجاحد ميتا يابسا كأنه حجرا على الارض فاستولى الخوف على الحاضرين وآمن منهم كثيرون وصاحوا قائلين : واحد هو إله النصارى ونحن نؤمن به .. وأخذوا من الدم ومسحوا به عيونهم ووجوههم وأخذ منه فيلكسينوس ايضا ورش منه على ابنة له ولدت عمياء فأبصرت في الحال . فآمن هو وأهل بيته وكثيرون من اليهود وأعلموا البابا ثيؤفيلس بكل ما جرى فجاء البابا ومعه عددا من الكهنة والشمامسة والشعب وأتوا إلى مجمع اليهود وحين أبصر الدم والماء أخذ منه وتبارك به وبارك كل من معه ثم جمع الدم والماء في إناء للبركة وأمر بحمل الصليب إلى الكنيسة وبعد أن أخذ اقرار جميع الحاضرن بايمانهم عمدهم باسم الآب والإبن والروح القدس . وباركهم ثم عاد كل منهم إلى منزله شاكرين السيد المسيح وممجدين اسمه القدوس ... ذهب سفير قيصر روسيا لزيارة البابا بطرس الجاولي ( البطريرك الـ 109 ) ولما دخل الدار البابوية وجد رجلا جالسا على دكة بسيطة تحيط به بعض الكتب التي كان يطالعها فطلب منه أن يوصله إلى البابا المرقسي ... وأصابه الذهول حينما علم أن هذا الجالس امامه هو البابا القبطي ولم يصدق كلامه فى بادئ الأمر ... فسأله السفير عن تجاهله المظاهر الخارجية فأجابه فى وداعة : ليس العبد افضل من سيده .. وسيدي كان بسيطا في ملبسه .. بسيطا فى معيشته ... فازداد السفير ذهولا وسأل : وما حال الكنيسة ؟ اجاب البابا الجليل : هي بخير بحمد الله ومادامت كنيسته فهو يرعاها ولن يتخلي عنها ابدا .. فعاد السفير يسأل : الم تفكروا فى الحمايـة ؟ فاستفسر البابا عما يقصده زائره ، فافهمه السفير بانهم على استعداد لوضع الكنيسة القبطية تحت رعاية قيصر روسيا الذي له الصولة والجولة والذي جعل نفسه حامي الارثوذكس في العالم ... عندها سأله البابا بطرس : الا يموت القيصر الذي تصفه كل هذا الوصف ؟ اجابه السفير : انه بشر فلابد له ان يموت مثل سائر البشر ... فقال البابا القديس : اننا فى حمايـــة ملك لا يمــوت .. فتضاعفت دهشة السفير وأحس بقوة هذا الرجل المتواضع الذي كان مهيبا رغم بساطته وقال : حقا لم اقابل من يستحق ان يكون خليفة للسيد المسيح على هذه الارض غير هذا الرجل الذي لم تخدعه مظاهر العالم .. وحالما خرج من الدار البابوية ذهب لقصر الوالي وقال له : فى زيارتى لمصر اثار انبهاري شيئين اثنين . اهرامات الفراعنة .... وعظمــــة بطريــــرك الأقبــــاط ... كان المعلم ابراهيم الجوهري يصلي القداس الالهي فى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة وكان متعجلا لأنه لديه موعدا مع الوالي في ذلك اليوم فأرسل إلى كاهن الكنيسة الذي كان يقوم بصلاة القداس قائلا : المعلم يقول لك أن تسرع قليلا وتبكر في الصلاة ليتمكن من اللحاق بالديوان فأجاب الكاهن وكان رجلا قديسا : المعلم فى السماء واحد والكنيسة لله وليست لأحد فإن لم يعجبه فليبن كنيسة أخرى . ولم يغضب المعلم ابراهيم من هذا الرد ولم يفعل ما يفعله غيره عند الغضب من الكاهن ويهجر كنيسته إلى كنيسة أخرى ، بل أعتبر كلام هذا الكاهن هو صوت الروح القدس الذي يدعوه لبناء كنيسة أخرى وبالفعل استصدر المعلم ابراهيم قرارا من الوالي ببناء كنيسة جديدة وسماها على اسم الشهيد أبي سيفين . فلما تم بناؤها قال للكاهن الذي تسبب فيها : حمدا لله الذي جعل كلامك سببا فى بناء كنيسة أخرى فزادت حسناتك وميراثك فى السماء .. حدث ان جاء السلطان التركى عبد العزيز إلى مصر تلبية لدعوة اسماعيل باشا والى مصر فى ذلك الوقت واحتفاء بمجئ السلطان أقام الوالى حفلة دعا فيها مختلف الناس للمجئ إلى قصره تحية للضيف . وكان التقليد السلطانى فى ذلك الوقت يقضى بأن من يتقدم للسلام على السلطان عليه ان يقبل طرف ثوبه . فلما وصل البابا المرقسي وكان فى ذلك الوقت هو البابا ديمتريوس الثانى البطريرك الـ 112 إلى حيث يجلس السلطان أقترب منه وقبل صدره ناحية القلب .. فأصيب الحاضرون بالدهشة لهذا التصرف وسأل السلطان عن معناه ، وكان من البابا احد الكهنة الذين يجيدون التركية فترجم للسلطان كلام باباه مجيبا على السؤال بقوله : فى كتابنا المقدس آية تقول ان قلب الملك فى يد الله ..فأنا بتقبيلى صدركم انما قبلت يد الله ملك الملوك وسلطان السلاطين فأنشرح السلطان وابتسم مسرورا وقرر أن يمنح الكنيسة القبطية كل ما تحتاجه لتعمير الكنائس والأديرة فى ذلك الوقت . التعديل الأخير تم بواسطة كيلارا ; 07 - 07 - 2014 الساعة 08:58 PM |
07 - 07 - 2014, 09:41 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: من كتاب : قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري ./ د. ايريس حبيب المصري .
مواضيعك مميزة جدا كيلارا ربنا يعوض تعب محبتك |
|||
08 - 07 - 2014, 10:41 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: من كتاب : قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري ./ د. ايريس حبيب المصري .
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
09 - 07 - 2014, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: من كتاب : قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري ./ د. ايريس حبيب المصري .
ميرسى لمروركم الجميل |
|||
|