رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا إيماني.. حوار مسلسل في قانون الإيمان (9) السبت 30 مارس 2013 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة 47- سمعت من البعض أن ولادة المسيح هي لتقسيم موضوع الخلق بمعني أن آدم ولد بلا أب ولا أم. وحواء ولدت من أب بلا أم والمسيح ولد من أم بلا أب؟ هذا القول مغالطة كبيرة وخال من كل صواب: + آدم: ليس له علاقة علي الإطلاق بالولادة. لقد خلق من طين الأرض, من أديم الأرض ولذلك سمي آدم. آدم مخلوق من التراب. + حواء: لم تولد من آدم (وإلا صارت ابنته وليست زوجته). بل خلقها الله من أحد أضلاع آدم للدلالة علي مدي العلاقة التي ينبغي أن تكون بينهما. أما السيد المسيح فقد ولد بطريقة معجزية فريدة ولم يولد بها أحد من قبله ولا بعده. ولا نستطيع أن نقارن بين آدم الإنسان المخلوق وبين السيد المسيح غير المخلوق. والذي به كان كل شئ وبغيره لم يكن شئ مما كان (يوحنا 1:3). كما أنه لم يذكر عن آدم أنه كلمة الله وروح منه...ثم أن آدم كان ينبغي أن يوجد من غير أب لأنه كان الأب الأول للبشر, أما المسيح فعند ولادته كانت الأرض قد عمرت من الآباء الوالدين والأبناء المولودين. أننا نعبر في قانون الإيمان عن المسيح -له المجد- ونقول: مولود غير مخلوق هو غير مخلوق لأنه الخالق... وهو مولود من الآب السماوي قبل كل الدهور (ميلاد أزلي). وفي ملء الزمان ولد من السيدة العذراء مريم (ميلاد زمني) بطريقة معجزية فريدة... وهذه الولادة لا شبيه لها ولا مثال وهي في حد ذاتها تثبت أن صاحبها خارج دائرة البشر. 48 نقول: مساو للآب في الجوهر ما أهمية هذه العبارة في قانون الإيمان؟ إنه رد علي الأريوسية التي لم تفهم معني قول الرب: أبي أعظم مني (يو14:28) فالآب ليس أعظم من الابن في الجوهر لأن الابن له نفس طبيعة الآب ونفس جوهره, ونفس لاهوته فهو مساو له في كل شئ. ولكن عبارة: أبي أعظم مني قيلت في حالة إخلاء الذات في التجسد. كما قيل إنه: إذ كان في صورة الله, لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله. لكنه أخلي نفسه, آخذا صورة عبد, صائرا في شبه الناس, وإذ وجد في الهيئة كإنسان, وضع نفسه وأطاع حتي الموت, موت الصليب (في2:6, 8). حالة الإخلاء هذه هي التي قيل عنها أبي أعظم مني, أي من صورة العبد التي أخذتها, مع بقاء جوهر اللاهوت كما هو. أعظم من صورة الآلام والصليب. في كل ما تحمله الابن في تجسده من إهانات. أما جوهر اللاهوت المتحد بهذا الناسوت فهو كما هو, لم ينقصه تواضع الناسوت شيئا. وهكذا استطاع في ناسوته أن يقول ويعمل ما يناسب لاهوته الذي يتساوي فيه مع الآب. فقد قال: أنا والآب واحد (يو10:30), الذي رآني فقد رأي الآب (يو14:9), أنا في الآب والآب في (يو14:10). وقال: لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب (يو5:23). كما أنه في تجسده قال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك (مر2:5). وقال نفس العبارة للمرأة الخاطئة التي بللت قدميه بدموعها (لو7:48). وفي تجسده مشي علي الماء (مت14:25), وانتهر الريح والأمواج فسكنت وهدأت (مر4:39) وفي تجسده خلق مادة جديدة في معجزة الخمس خبزات والسمكتين (مت14:17-21), وفي تحويل الماء إلي خمر في عرس قانا الجليل (يو2) وفي منح البصر للمولود أعمي (يو9) وعمل أعمالا كثيرة تدل علي لاهوته... كذلك قيامته والقبر مغلق, ودخوله العلية والأبواب مغلقة (يو20:19) وصعوده إلي السماء. 49- نردد في قانون الإيمان عن المسيح أنه: من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل خلاصنا من ماذا؟ من خطية آدم الإنسان الأول... لأن آدم خلق ليكون في صحبة الله كل حين, ولكنه رفض هذه الصحبة, فكان هذا الرفض هو ما تسميه الكنيسة سقوط آدم أو الخطية الجدية الذي ورثتها البشرية جمعاء من جدها آدم. معني ذلك أن سقطة آدم بصورة رئيسية تكمن في عصيان إرادة الله. وهذا الوضع غير الطبيعي امتد إلي جميع ذرية آدم. نقرأ في رسالة بولس الرسول إلي رومية: بإنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم, وبالخطية الموت, وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس, إذ أخطأ الجميع (رومية 5:12) راجع أيضا: (رومية5:18, 19). وهذا يعني أن علة كون جميع الناس خطاة هو آدم أبو البشر. فآدم الذي ولد منه البشر كان قد فقد بعصيانه حياة الاستقامة, وقصاصا له طرد من فردوس النعيم إلي أرض لعنت له بسبب خطيته. وعلي الأرض أنجب نسلا صار بالطبيعة مطرودا فاقدا ميراثه بالفردوس (مزمور51:5), (رومية3:1-12). يالإضافة لفساد الطبيعة البشرية الذي جعل الإنسان عاجزا حتي علي حفظ الشريعة الأدبية من تلقاء نفسه. وثمة ملاحظة: إن خطية آدم تعتبر بالنسبة لنا خطيئة وراثية وليست خطيئة فعلية, فنحن لم نفعلها ولكننا ورثنا حكم الموت عنها. |
|