رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا إيماني.. حوار مسلسل في قانون الإيمان السبت 09 فبراير 2013 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني - كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة 8-مامعني كلمتي: مجمع مسكونيوهرطوقي؟ مجمع مسكوني: معناه اجتماع رعاة ومعلمي الكنيسة من جميع جهات المسكونة العالملمناقشة أمر يخص الإيمان المسيحي, بهدف حفظ النظام وسلامة العقيدة بين المسيحيين في شتي أنحاء العالم.. ويقترب هذا المصطلح من تعبيرمؤتمر دولي ولكنه لا يخص الدول بل يخص الكنائس المسيحية في البلدان المختلفة. هرطوقي: هو الإنسان المبتدع الذي ينادي بتعاليم تخالف ما كتب في الكتاب المقدس, كما أنه لا يخضع لتعاليم الكنيسة علي لسان آبائها عبر القرون ونسميه:صاحب بدعة ويحاكمه مجمع كنسي مسكوني أو محلي, ويتدرج عقابه في عدة درجات أهمها:عقاب الحرمأو الحرمان أي عدم قبوله بين المسيحيين لأنه يعكر سلام الكنيسة(يوحنا الثانية1:10). 9-وما المقصود بـمقدمة قانون الإيمان؟ المقصود بمقدمة قانون الإيمان هي القطعة التي نرددها قبل تلاوة قانون الإيمان ومطلعهانعظمك يا أم النور الحقيقي...وهذه القطعة وضعها آباء المجمع المسكوني الثالث, الذي انعقد بمدينة أفسس بآسيا الصغري عام431م,ردا علي بدعة الهرطوقينسطور الذي قال إن السيدة العذراء هي والدة جسد المسيح فقط وليس والدة الإله كما ندعوها نحنثيئوطوكسأيوالدة الإله. 10-هل يمكن إن نقول أن...قانون الإيمان هو خلاصة المسيحية؟ نعم,لأنه كما ذكرنا من قبل أنه يحوي باختصار بنود إيماننا الأقدس ممثلة في النقاط التالية: أ-لاهوت الله الآب:ضابط الكل-خالق كل شئ. ب-لاهوت الله الابن:الوحيد-المولود من الآب -به كل شئ... جـ-لاهوت الروح القدس:المحيي-المنبثق من الآب... د-سمات الكنيسة:واحدة-مقدسة-جامعة-رسولية. هـ-سر المعمودية المقدس للولادة الجديدة. و-عقيدة قيامة الأموات. ز-عقيدة الحياة الأخري والدهر الآتي. 11- ولماذا رتبت الكنيسة أن يتلي قانون الإيمان في صلواتنا؟ يتلي قانون الإيمان في كل صلوات الأجبية وفي بدء خدمة القداس الإلهي وفي باقي الأسرار المقدسة واجتماعات الكنيسة, ونحن نتلوه بصوت مرتفع ونحن واقفون وذلك للأسباب التالية: أ- للاعتراف أمام الله والناس بتمسكنا بالإيمان المستقيم وبثباتنا في كلمة الله. ب- لنتذكر ما تحمله آباء الكنيسة من اضطهادات وأتعاب في سبيل الحفاظ علي نقاوة الإيمان وسلامته. جـ- لأن هذه التلاوة هي تلاة لآيات الكتاب المقدس التي هي مصدر كل عباراته كما سبق وذكرنا. 12- ما الذي نفهمه من العبارة الأولي في قانون الإيمان؟ عندما نقول: بالحقيقة نؤمن بإله واحد فإننا نعلن أن إيماننا إيمان حقيقي, ليس مجرد تلقين أو تعليم ولكنه إيمان فعلي من الأعماق. إيمان سليم لا شك فيه علي الإطلاق. ثم نعترف بحقيقتين تمثلان أساس الحقائق الإيمانية كلها وهما: * أننا نؤمن بأن الله موجود (وجود الله). * أننا نؤمن بأن الله واحد (وحدانية الله). 13- كيف نتأكد من حقيقة وجود الله؟ يقول العامة: الله لم يره أحد ولكن الناس عرفوه بالعقل. وهذا يعني أنه ليس بمقدور الإنسان بإمكانياته الحاضرة أن يشاهد لاهوت الله كما هو في حقيقته, ولكن يمكنه أن يحكم بعقله أن الله كائن, وهو الذي أوجد العالم وخلقه من العدم, وأن الله روح ولا يقع تحت نطاق الحواس المادية. ونحن لا نقدر الآن أن نري الله ولكننا سنستمتع بالوجود الدائم معه عندما نترك هذا الجسد بحواسه الجسدية المادية المحدودة. فإن كنا لا نستطيع أن نري الأشياء البعيدة جدا, ولا نستطيع أن نسمع الأصوات من مسافات بعيدة لأن عيوننا وآذاننا ليس في مقدورها ذلك, فبالأحري لا نستطيع أن نري الله بعيوننا. علي ذلك إن أردنا أن نري الله هنا في هذا العالم فيمكننا أن نراه في مصنوعاته وخلائقه, نراه في: 1- وجود الحياة: وجود الحياة يثبت وجود الله. فمن الثابت علميا أنه مر وقت لم تكن فيه حياة علي الأرض سواء من البشر أو الحيوان أو النبات وكانت الأرض ملتهبة كقطعة نار عندما انفصلت عن المجموعة الشمسية, وهذا لا يسمح بوجود حياة إنسان أو حيوان. فكيف وجدت الحياة؟ يظل السؤال بلا إجابة لأنه حتي الآن لا يزال سر الحياة لغزا غامضا. ولا نجد سوي جواب بأن قوة تفوق مستوي العقل أوجدت هذا. هذه القوة نسميها: الله. 2- وجود المادة: كيف وجدت المادة ومن خلقها؟ لا شك أنه الله. (أي 12:7-10). 3- وجود النظام: الصدفة لا تكون نظاما, والذي يدرس نظام الفلك العجيب وقوانينه التي لاتختل, يدرك أن وراء هذا الفلك منظما, والذي يدرس علم الطب يجد كل جهاز يعمل بنظام عجيب, يدرك أن هناك منظما. فحينما وجد النظام وجد المنظم وهو الله. 14- وهل تؤمن المسيحية بإله واحد؟ نعم, تؤمن المسيحية بوحدانية الله, وليس إله غيره, وهي في ذلك ترفض مبدأ الشرك (كالوثنيين القائلين بتعدد الآلهة). ونصوص الكتاب المقدس بعهديه تؤيد ذلك بوفرة منها: العهد القديم: * اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد (تثنية 6:4). * يقول الرب: أنا أنا هو ولا إله معي (تثنية 32:39). * ويقول أيضا: أنا الأول وأنا الآخر, ولا إله غيري (إشعياء44:6). العهد الجديد: * ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله. (متي 19:17, مرقس 10:18) * لأن الله واحد (رومية3:30). * لنا إله واحد (كورنثوس الأولي 8:6). * الله واحد الذي يعمل الكل في الكل (1كو 12:6). ونحن نؤكد علي هذه الحقيقة في كل مرة نرشم ذواتنا بعلامة الصليب إذ نختم ونقول: ... الإله الواحد. آمين. ولقد استخدم الآباء عبارة: إله واحد ليقضوا علي خطأ تعدد الآلهة وبالتالي ضرورة التمسك والتأكيد بأن الله واحد منفرد بالطبيعة وبالحق وهكذا.. أعلنوا إيمانهم بإله واحد. لاحظ أن خطية تعدد الآلهة لا تقع فيها الشياطين لأنه مكتوب: أنت تؤمن أن الله واحد حسنا تفعل, والشياطين أيضا يؤمنون ويقشعرون (يعقوب2:19). ولكن الشياطين تقدم للبشر خطية تعدد الآلهة. 15- إذا كان الأمر كذلك فلماذا نقول أن هناك ثلاثة أقانيم؟ نحن نعبد إلها واحدا: الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب, والكلمة, والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد (يوحنا الأولي 5:7). ومن هنا عندنا: ذات الله (الآب), و عقل الله (الابن), وروح الله (الروح القدس). والثلاثة هم في واحد. فإن كان الإنسان خلق علي صورة الله ومثاله, فهو أيضا خلق علي صورة: ذات إنسانية, وعقل, وروح, والثلاثة واحد. إننا عندما نتحدث عن طبيعتك نقول إن لك: عقلا أو ذاتا, ولك كلمة معقولة (عاقلة) ولك روح, الحديث عن طبيعتك لا ينفي أبدا أنك واحد وليس ثلاثة. 16- وماذا تعني كلمة: أقنوم؟ أقنوم (HYPOSTASIS) اصطلاح سرياني سامي دخل إلي اللغة العربية, واستخدم في استعمال خاص بالنسبة لله فقط. وهو مشتق من كلمتين: هيبو=تحت, ستاسس=قائم فيكون المعني الحرفي هو: القائم تحت. أي ما يقوم تحت كأساس. بمعني آخر, الأقنوم: خاصية ذاتية بدونها لا يقوم الجوهر الإلهي. فمثلا: أ- خاصية الوجود: فليس من المعقول أن يكون الله بدون هذه الخاصية أنه واجب الوجود. ب- خاصية العقل: فليس من المعقول أن يكون الله بدون هذه الخاصية أنه العقل والحكمة. جـ- خاصية الحياة: فليس من المعقول أن يكون الله بدون هذه الخاصية أنه الحي ومعطي الحياة. إذا, يتضح مما سبق أن الأقانيم الثلاثة: متمايزة في العمل, ولكنها غير منفصلة, لأنها في الجوهر الإلهي الواحد. |
|