|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ننشر مقال يوسف القعيد الممنوع في "الأخبار" ...."لا سمع ولا طاعة " 14-8-2012 | 00:20 يوسف القعيد يوسف القعيد كان ذلك مساء الاربعاء الماضي .. كنت فى طريقى لمدينة الانتاج الاعلامى للمشاركة فى حلقة من برنامج "رمضان بلدنا"على قناة الاون تى فى . وما ان اقتربنا من المدينة حتى جاء للسائق " عم احمد "اتصال تليفونى من المحطة يطلب منه الابتعاد عن بابى 2 ، 4 اللذين تعنودنا على الدخول منهما فى كل المرات السابقة . اثناء عودتنا من طريق الواحات للبحث عن مدخل اخر بعيدا عن المداخل القديمة ، لاحظت وجود سيارات لم اشاهدها من قبل ، انها نفس نوعية السيارات التى كنا نشاهدها فى كورنيش النيل بالقرب من ميدان التحرير قبل وخلال وبعد ايام الجمع التى كانت تخصص للمظاهرات المحمولة والمنقولة من المحافظات لتأدية ادوار معينة فى ميدان التحرير وقد تكشف لنا خلالها وبعد ذلك حكايات نقل المتظاهرين والهتيفة من اولها حتى اخرها . عدنا الى اول طريق الواحات ثم توجه السائق لباب طوارئ يحمل رقم "8" لن اصف الطريق اليه حتى لا ينتبه له البلطجية الذين كانوا يحاصرون مدينة الانتاج الاعلامى بهدف منع المترددين عليها من دخولها .. هكذا قيل لنا فى البداية دون ان نفهم سبب المنع . تحول الامر لمغامرة تشبه مسلسلات الاكشن الرديئة باب جانبى مواز لطريق الفيوم دخلنا منه وتجولنا فى ارض فضاء واسعة فكرت لحظة التجوال فيها انها من اكثر الاراضى فى بلادنا التى لا نستغلها وما اقل المستغل منها ، كانت المحطة معنا بالتليفون وبعد سير طويل خيل الى انه بلا نهاية ، وصلنا الى مقر المحطة . كانت مدينة الانتاج الاعلامى فى حالة ارتباك واضح ، كان البلطجية يحيطون بمحطة الفراعين مرددين الهتاف ضد المحطة وصاحبها ويحاول البلطجية اغلاق المحطة وتشميعها ، وكانت الاخبارقد توالت عن تقديم بلاغات ضد المحطة الى هيئة الاستثمار والى النائب العام. بعد وصولنا ، بدات تتضح الصورة وبدأنا نعرف فصول الحكاية الزميل الصحفى خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع ومقدم احد البرامج فى فضائية النهار قال فى اتصال تليفونى مع يوسف الحسينى مقدم برنامج رمضان بلدنا انه تم العدوان عليه وتكسير سيارته وتم منعه من الدخول بالقوة ، وانه اتجه الى قسم شرطة السادس من اكتوبر لتحرير محضر بما جرى معه ، وانه طلب من نقابة الصحفيين ارسال محام من طرفها لحضور تقديم بلاغه وأن المحامى لم يصل اليه . رواية يوسف الحسينى تداخلت مع حكاية خالد صلاح فسيارة يوسف الحسينى اوشكت ان تتحطم ، والعدوان عليه كان على وشك الحدوث، ولكن من الفاعل ؟ خالد صلاح قال فى التحقيق معه انه يتهم حزب الحرية والعدالة وبالتحديد الدكتور عصام العريان بالعدوان عليه . يوسف الحسينى سمع من يقول له ان هجوم الاعلام على الدكتور مرسى لابد ان يتوقف ، ونفس الموقف جرى تقريبا بتفاصيله مع تغييرات طفيفة مع الاعلامى عمرو اديب الذى تأخر دخوله من ساعتين ، والسبب طول لسانه وهجومه على السيد الرئيس . لحظة خروجنا من مدينة الانتاج الاعلامى جاءنا التليفون الذى يطلب الخروج من باب " 4" لان باب الطوارئ من المستحيل الخروج منه بسبب التزاحم عنده ، امام باب " 4" شاهدت مجموعت من الشباب لايقلون عن خمسمائه ولا يزيدون عن الالف ، هذا تقدير مبدئى لانى لم اجرؤ على النزول من السيارة ولا الكلام معهم ولا حتى معرفة عددهم . كانت الساعة قد تعدت الواحدة من صباح الخميس ، ولذلك اتخذ المحاصرون قرارا بالسماح بالخروج لمن بالداخل مع منع من يحاولون الدخول . رأيت بعينى ضباط شرطة من اصحاب الرتب الكبيرة يقفون وسط الشباب وكان الامر لا يعنيهم ، كأنهم يتفرجون ، واللافتات المعلقة تدافع عن الرئيس الدكتور محمد مرسى ضد منتقديه ، وتصف من ينتقدونه بأوصاف تبدأمن الشتائم العادية وتصل الى التكفير والتهديد بالعدوان البدنى ، اى ان هذه المجموعات المؤيدة للرئيس يعتدى على دولة القانون وتأخذ حقها بيدها ، هذا ان كانت لهم حقوق اصلا وهو سلوك مرفوض لانه يهدم احد الاسس التى قامت عليها الحضارة المصرية القديمة ألا وهى سيادة القانون . نظرت للشباب الذين يرتدون الجلاليب وتعلو وجوههم اللحى الكثيفة قلت لنفسى انهم لايستحقون حتى وصف البلطجية ، فالبلطجى كلمة تركية تعنى حامل البلطة ، وكان البلطجى يمهد الطريق اما الجيوش التركيةعند الخروج للحرب فهل يستحق هؤلاء هذا الوصف ؟ الخطورة فى هؤلاء الشباب تتمثل فى فكرة الشعور الجمعى الذى يجمع مجموعة من الناس حول ما يتصورونه انه فكرة ويجعلهم على استعداد للدفاع عنها حتى بالاعتماد على العضلات والاسلحة البيضاء ، وهو ما يوصل مصر لمجتمع الغابة ، وما يجعل مصر يمكن ان تسمى بدولة البلطجية . ان دروس التاريخ كثيرة لمن يريد ان يعتبر فمن جاءت بهم الحرية ضاقوا ذرعا بعد شهر واحد من ممارستها ، ومن جاءت بهم الديمقراطية وقفوا ليقولوا لنا انهم يؤمنون بديمقراطية المرة الواحدة ، وهى المرة التى تأتى بهم وبعد ذلك تصبح الديمقراطية حراما حراما المشهد |
|