يمكنك ان تقول انا سوف اعطي نفسي الي الله عندما تكبر ولكن عندما تأتي تلك الأيام فهل سيكون من السهل ان تخدم الرب من كل قوتك وقدرتك؟ ان الخبرة تعلمنا ان سنوات النضوج ستجلب لنا المعرفة ولكن ليس من الضروري الحكمة. في مثل العذاري صرخن الجاهلات “ قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا!(متى11:25)، ولكنهن جئن بعد ان جاء العريس وأغلق الباب وطرقهن على الباب كان بلا جدوى. ان الخبرة أيضا تعلمنا ان سنوات النضوج تجعلنا على استعداد ان ندخل في حضرة القاضي العظيم والذي سيسأل عن ما فعلناه في كل حياتنا. ان الإنسان الذي لن يكرّس حياته الي الله منذ حداثته قد يخاف من ان الرب قد يعاقبه عندما يكبر فتصبح حياته عقيمة. ان الكثيرين منا يدعي حبه الي الله ولكن بلا عمل او اعمال محبة وكما قال القديس يوحنا اللاهوتي في رسالته:” مَنْ قَالَ: «قَدْ عَرَفْتُهُ» وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقًّا فِي هذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ: مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا.” (1يوحنا4:2-6)، وأيضا “إِنْ قَالَ أَحَدٌ: «إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ وَلَنَا هذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضًا”(1يوحنا20:4-21).