رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شكلية العبادة: 13 فَقَالَ السَّيِّدُ: «لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي، وَصَارَتْ مَخَافَتُهُمْ مِنِّي وَصِيَّةَ النَّاسِ مُعَلَّمَةً. 14 لِذلِكَ هأَنَذَا أَعُودُ أَصْنَعُ بِهذَا الشَّعْبِ عَجَبًا وَعَجِيبًا، فَتَبِيدُ حِكْمَةُ حُكَمَائِهِ، وَيَخْتَفِي فَهْمُ فُهَمَائِهِ». لعل أخطر عدو يواجه المتدينين هو الرياء أو الاهتمام بالشكليات دون جوهر الحياة المقدسة. لقد بدأ حزقيا الملك إصلاحاته لكن البعض ترك عبادة الأوثان من الخارج لا من قلبه؛ وجاءوا يقتربون إلى الله بشفاههم دون قلوبهم، يهتمون بمديح الناس لا الله، لهم صورة التقوى وينكرون قوتها. "لأن هذا الشعب اقترب إليّ بفمه وأكرمني بشفتيه وأما قلبه فأبعده عني وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلّمة" [13]. يربط العلامة أوريجانوسبين اقتراب الشعب إلى الله بشفتيه دون القلب وبين انتشار الجهل، أي ادعاء المعرفة الروحية مع عدم إيمانهم بالسيد المسيح، فيقول: [عندما تصير الكلمات النبوية ككلمات سفر مختوم، ليس فقط بالنسبة لا يعرفون الحروف وإنما بالنسبة للذين يمتهنون المعرفة عندئذ يقول الرب أن شعب اليهود يقترب إلى الرب بفمه فقط ويكرمه بشفتيه لأن قلبهم مبتعد عن الرب بسبب عدم إيمانهم بيسوع]. يرى القديس إكليمندس الإسكندريأن الله كشف هذا العيب لا للانتقام منهم ولا لفضحهم وإنما لكي يدركوا ضعفاتهم فيرجعوا إليه طالبين خلاصهم. [هنا محبته الرعوية جعلته يظهر خطاياهم كما يظهر لهم الخلاص جنبًا إلى جنب]. من تعليقات الآباء عن تكريم الله بالفم دون القلب: * كثيرون لهم فهم في شفاههم لا في قلوبهم. * لقد اقتربوا بالجسد لكنهم وقفوا بعيدًا بقلوبهم. من كان بالجسد أقرب إليه من أولئك الذين رفعوه على الصليب؟! من كانوا أكثر بعدًا عنه مثل الذين جدفوا عليه...؟ ذات الأشخاص الذين كانوا قريبين منه كانوا أيضًا بعيدين عنه. كانوا قريبين بشفاههم بعيدين بقلوبهم. القديس أغسطينوس * قيل: "باركوا بأفواههم أما قلوبهم فتلعن" (مز 63: 4). وقيل أيضًا: "أحبوه بفمهم وكذبوا عليه بلسانهم، وأما قلبهم فلم يكن مستقيمًا معه ولا ثبتوا في عهده"، "لتبكم شفاه الكذب" (مز 78: 36-37؛ 31: 8). القديس إكليمندس الروماني يمكن للإنسان أن يستخدم العبارات بمعنى مضاد (لما تحمله في الظاهر)، فإن اللسان مستعد لتحقيق ذلك حسب قصد المتكلم ونيته، أما اتجاه النفس فيراه الله العارف بالأسرار. القديس غريغوريوس النيسي |
|