رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"علم اللاهوت" هو مساهمة العقل في فهم الإيمان إنَّ التفكير في الإيمان له منهجيته الخاصة به، ككل نوع من أنواع التفكير. فالتفكير في الرياضيـات مثـلاً، يتطلـّب أولاً معرفـة بعض النظريـات والمعـادلات والقوانيـن والرمـوز والارقـام.. كذلك التفكير في التاريخ، له منهجيته الخاصة به، التي تختلف عن غيرها، ليس في موضوعها وحسب، بل ايضاً في طريقة التفكير بحدِّ ذاتها. قد تستفيد المعارف من بعضها البعض، وقد تستعير. وقد لاتستفيد ولاتستعير، ولايوجد بينها أدنى ارتباط. فربما توجد رابطة بين الرياضيات والفيزياء، أو بين التاريخ وعلم الاجتماع. ولكن أية صلة تربط بين الكيمياء المعدنية مثلاً، وتاريخ الأدب العربي؟ هناك تعددية في مجالات المعرفة. ومع تطور الحضارة أخذت جوانب هذه التعددية أبعاداً تخصصية في مختلف مجالات المعرفة ، فنحن في عصر التخصص. والإيمان المسيحي أخذ جانبه الخاص ضمن مجالات المعرفة ليس فقط في العلوم الإنسانية وحسب، بل أيضاً في وجهٍ تخصصي، دعي في لغة المعرفة "علم اللاهوت". إن لفظة "علم اللاهوت" هي ترجمة لكلمة Theology ، المركبة من لفظتيـن يونانيتين (ثيوس) وتعني الله، و (لوغيّا) وتعني كلام أو تفكير أو علم. ويقابل ذلك في العربية ما يسمى: "علم الكلام". وهو علم "يدافع عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية" (موسوعة "المورد" العربية). يمكننا القول إذاً أن علم اللاهوت هو التفكير بالإيمان على ضوء العقل، أو مساهمة العقل، وفق المعطيات الدينية، في التعرف على الله. من يكون، كيف يكشف عن ذاته، ما دوره في الكون والتاريخ، ما علاقته بالانسان... الخ. لهذا التفكير منهجيات عديدة ومتنّوعة. تستعير في معظمها ما توصلت إليه العلوم الانسانية وعلوم الآداب عموماً. |
|