منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 04 - 2014, 07:43 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

ابن الإنسان كما لقَّب به الرب يسوع نفسه

لقَّب المسيح نفسه بلقب ابن الإنسان وكان اللَّقب المفضَّل بالنسبة له ولم يُلقِّبه به أحدٌ ولم يأتِ علي لسان أحدٍ غيره في الإنجيل بأوجهه الأربعة إلاَّ مرَّة واحدة عندما سأله اليهود " من هو هذا ابن الإنسان؟".
فما هو مغزى الاسم؟
ولماذا استخدمه الرب يسوع المسيح؟
وما هي الصفات التي ارتبطت به، وهل يدلّ علي لاهوته أم علي ناسوته فقط، وأنَّ المسيح مُجَرَّد إنسان فقط كما يزعُم البعض؟

ابن الإنسان كما لقَّب به الرب يسوع نفسه
وفي البداية نقول أنَّ هذا اللقب اُستخدم في العهد القديم سواء في سفر العدد أو سفر المزامير أو سفر أشعياء أو سفر حزقيال " ابن آدم " بمعني عام هو الإنسان في إتضاعه وضعفه كالمخلوق من تراب بالمقارنة مع الله الخالق في رفعته وسموه، ولكن عندما جاء علي لسان المسيح ولَقّب به نفسه فقد استخدمه بمعني آخر ومغزي آخر تمامًا، استخدمه ليُشير به إلي نفسه كالمسيح الآتي والمنتظر الذي هو ليس مُجَرَّد إنسان من تراب، بل هو الربّ الذي من السماء، استخدمه ليُعبّر به عن نفسه كالإله المتجسِّد، الكامل في لاهوته والكامل في ناسوته (إنسانيَّته). فقد كان هو ابن الإنسان الآتي من نسل آدم " وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي.. بْنِ آدَمَ " (لو3/23-38)، كإنسان، ولكنَّه في نفس الوقت هو " ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ" (مت16/16)، الرب الآتي من السماء، كإله. يقول القديس بولس بالروح في المقارنة بين آدم والمسيح " الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ. كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هَكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هَكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا. " (1كو15/47-48) . فالمسيح إذًا هو ابن الإنسان الذي هو الربّ الآتي من السماء كقولِ الربّ يسوع المسيح نفسه " فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلًا " (يو6/62).
هو كلمة اللَّه الذي تجسَّد وصورة اللَّه الذي إتَّخذ صورة عبد، اللَّه الذي حلَّ بملء لاهوته في الجسد، ظهر في الجسد، يقول الكتاب:
" وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ " (يو1/14) ، وصار جسدا هنا تعني، اتخذ جسدا، صار بشرا " وَالْكَلِمَةُ صَارَ بَشَرًا" .
" الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ " (في2/6-8) .
الذي فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا " فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا. " (كو2/9) ،
" عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ." (1تي3/16) .
وخلاصة هذه الآيات أنَّ الربّ يسوع المسيح هو كلمة اللَّه وصورة اللَّه، اللَّه بكل ملئه، بكل ملء لاهوته، لكنه أخلي نفسه بمعني حجب لاهوته في ناسوته، افتقر وهو الغني " فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ." (2كو8/9). وقال عن نفسه "لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ" (مت8/20). ظهر في الجسد، إتَّخذ جسدًا وصورة العبد، صائرًا في شبه الناس وهيئة الإنسان، وولد من امرأة " وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ " (غل4/4)، ودُعي إنسان وابن الإنسان ولكن لم يتغيَّرْ عن كونه كلمة اللَّه وصورة اللَّه، اللَّه بملئه.
كان لقب ابن الإنسان يحمل في ذاته كلّ صفات المسيح اللاهوتيَّة والناسوتيَّة، كالإله المتجسِّد. كان يعني دائمًا، علي فمِّ الربّ يسوع المسيح، المسيح كما هو ؛ المسيح كما تنبَّأ عنه أنبياء العهد القديم والذي هو ابن إبراهيم والكائن قبل إبراهيم " قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ" (يو8/58)، أي الموجود الدائم، والذي من نسل داود ورب داود، كقوله " أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ" (رؤ22/16)، والذي من بني إسرائيل ولكنه الإله القدير " لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا مُشِيرًا إِلَهًا قَدِيرًا أَبًا أَبَدِيًّا رَئِيسَ السَّلاَمِ." (اش9/6)، " وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ." (رو9/5)، المولود من بيت لحم ولكنه الأزلي الذي لا بداية له(مي5/2).
كان لقب " ابن الإنسان " هو اللَّقب المفضَّل لدي الربّ يسوع والذي أطلقه علي نفسه ولم يُطلقه عليه أحد لأنَّه كان يؤكِّد دائمًا أنَّه المسيح بكلِّ صفاته كالإله المتجسِّد، فلماذا استخدمه الربّ يسوع المسيح ولم يُعلن صراحةً أنَّه هو المسيح؟!
لم يُعلن الرب يسوع المسيح عن نفسه أنَّه المسيح الآتي والمنتظر إلا في مرَّات محدودة وخاصَّة جدًا لأنَّ لقب المسيح كان يعني في مفهوم اليهود في عصره، وما يزال، كما تصوَّروا فيما جاء عنه في نبوَّات أنبياء العهد القديم، أنَّه صاحب المعجزات والمحارب القويّ والسياسيّ القدير الذي سيُحَرِّر اليهود من الرومان ويرّد المُلك لإسرائيل (أع1/6)، ويسود علي العالم بالقوَّة ويجعل من أورشليم عاصمة العالم العسكريَّة والسياسيَّة والدينيَّة، ويجعل اليهود سادة العالم عسكريًا وسياسيًا ودينيًا !!
بل وفي معظم الأوقات التي تصوَّر فيها اليهود أنَّه هو المسيح الآتي والمنتظر كانوا يلقّبونه فيها بملك إسرائيل وكانوا يحاولون تتويجه ملكًا! وعلي سبيل المثال فعندما كشف لنثنائيل بعض الأسرار، يقول الكتاب أجاب نثنائيل وقال له" يَا مُعَلِّمُ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!" (يو1/49)، وعندما أشبع الجموع بخمسة خبزات وسمكتين يقول الكتاب "فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!» وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا انْصَرَفَ أَيْضًا إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ."(يو6/14- 15) ، وعند دخوله الإنتصاري لأورشليم يقول الكتاب أيضًا:" فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» " (يو12/13) ولما سأله رئيس الكهنة إنْ كان هو المسيح ابن الله الحي قال له " أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِيًا عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ»" (مت26/64)، فمزَّق رئيس الكهنة جبَّته وإتَّهمه بالتجديف!! وكانت تهمته التي قدموه بها إلى بيلاطس هي أنه قال أنه ابن الله وأنه ملك اليهود " ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: «أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟»
أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا». " (يو18/33-36).
كان المسيح ملكًا ولكن ليس كما فهم اليهود ومازالوا يتوقَّعون في مسيحيهم الذي ما زالوا ينتظرونه! وإنما هو ملك الملكوت " مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ" (رؤ19/16).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إذ يجحد الإنسان الله يحرم نفسه من التمتع بتعليم الرب في أعماقه
إنه إذ يتألم الإنسان من أجل الرب، يكون الرب نفسه هو حامل الألم
الإنسان يجد نفسه أمام اختيار حر، الرب أو المال
لكي يهوى الإنسان طريق الله، يوجه الرب نفسه خطواته
أن هذا الإنسان هو ابن الله وأنّه هو الرب نفسه


الساعة الآن 03:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024