مؤسس الرهبانيّة اليسوعيّة إغناطيوس دي لويولا

[Mary Naeem]

مؤسس الرهبانيّة اليسوعيّة إغناطيوس دي لويولا




يقع في الحادي والثلاثين من شهر تمّوز تذكار القدّيس إغناطيوس من لويولا مؤسّس الرهبانيّة اليسوعيّة. ومع الصور التالية تجدون نبذة صغيرة عن حياته.
عاش إغناطيوس من لويولا في عصرٍ مِن المآثر والمآسي؛ هوالقرن الخامس عشر حين كان فيه التيّار الإنسانيّ يقوّض وِصاية الكنيسة ووحدة العالَم المسيحيّ. بعض ما نعرفه عن مار إغناطيوس دي لويُولاّ هو ما دوّنه رفيقه بعد أن سَرَد له القدّيس سيرته الذاتيّة، بصفة الغائب، خلال نزهتهما بين 1553 و1555. هو الابن الأصغر لعائلة "دي أوناز" المؤلّفة مِن ثلاث عشرة ولدا. ولد عام 1491 في بلاد الباسك وسُمِّيَ في المعموديّة اينيغو لوبيز دي لويولاّ. حتّى السادسة والعشرين مِن عمره، انهمك في أباطيل العالم واستهوى الفنون الحربيّة مندفعًا إليها برغبةٍ عظيمةٍ وباطلةٍ لاكتساب الشهرة.



واستحوذ تفكيره التقرّب مِن النساء حتّى حالة الهذيان؛ إذ أنّ أغلب المآثر قام بها في سبيل السيّدات ذات مقامٍ أرفع مِن الكونتسّة. خلال معركةٍ ضدّ الفرنسيّين في بامبلونا عام 1521، أصابته قذيفةٌ في إحدى ساقَيه، على أثَرها كُسرت وأصيبت ساقه الأخرى بجرحٍ بليغ. اضطّر عندها أن يلازم الفراش بمللٍ مع عدم القدرة على الوقوف على رجلَيه وسيطر على ذهنه التخطيط لتضحياتٍ سيقوم بها لأجْل سيّدة أحلامه ولكي يستثير مخيّلته، طلب أن يحضروا له كتب عن الفروسيّة من بيته الوالديّ. وما وجدوا إلاّ كتاب "حياة يسوع" و"حياة القدّيسين". طالعها مُكرهًا لعدم توفّر ما هو أفضل منها، إلاّ أنّها أنمت في داخله انجذابًا إلى ما ترويه.


فتارةً كان يُفكِّر بالاقتداء بالقدّيسينَ وطَورًا بالمجد العالميّ والشهرة. عندها فهم أنّ ثمار الحياة الروحيّة هي الانبساط والارتياح والسرور فكرّس نفْسه ليسوع ثمَّ حجّ إلى أورشليم بعد شفائه وأقام في مانريسا. هناك قام يستعطي كلّ يومٍ ولا يأكل لحمًا ولا يشرب خمرا. عاش سيرة تقشّفٍ كبيرةٍ؛ يقضي يوميًّا سبع ساعاتٍ في التأمّل، نَتِج عنها كتاب "الرياضات الروحيّة" وهو عبارةٌ عن تدوين لخبرة صلاةٍ عاشها ليُشرك بها الآخرين. ثمَّ توالت الخبرات الصوفيّة والرؤى وأولع بحبّ ناسوت المسيح. عاد مِن أورشليم وقرّر أن يدرس العلوم الفلسفيّة واللاهوتيّة في باريس عام 1528.


نتيجةً لإلقائه الرياضات الروحيّة على العديد مِن الأشخاص، التفَّ حوله جمعٌ مِن الرفاق وقرّروا سويًّا أن يؤسّسوا رهبنةً تحت اسم "رِفقة يسوع". قدَّموا القوانين إلى البابا بولس الثالث ونالوا منه التوقيع على البراءة الّتي أَسّست الرهبانيّة اليسوعيّة، بعد الكثير مِن المصاعب، رسميًّا في 27 أيلول 1540. قال الأب بولانسكو في سرده لموت إغناطيوس: "اعتَبَر نفْسه حقيرًا ولَم يُرد أن تضع الرهبانيّة ثقتها في أحد غير ربِّنا... ترك العالَم كعامّة الناس وأخفى هبات الله السرّيّة قصد أن يظهرها لبُنيان الآخرين". قديسٌ عظيمٌ، ساهم حقًّا بإعطاء المسيحيّة والكنيسة الكاثوليكيّة مدرسةً في الفكر مِن خلال رهبنته ومدرسةً في القداسة مِن خلال رياضاته. صلاته معنا. آمين.