*الطريق إلى الحكمة ليس مثل إنسان يخرج من الماء إلى الهواء، فإنه في اللحظة التي يصعد فيها على وجه الماء يتنفس فجأة بحريةٍ، وإنما كإنسان يخرج من الظلمة إلى النور، هذا الذي يشرق عليه النور تدريجيًا كلما تقدم. فمادام هذا لا يتحقق بالكامل نتكلم عن الإنسان كمن يتمتع بالنور تدريجيًا. إذ يقترب من مدخل الكهف، فأي نور يقتنيه يصدر عن النور الذي يتقدم فيه، وما يتبقى من الظلام فيه يصدر عن الظلام الذي يتركه. لهذا فبحق في نظر الله "لا يتبرر حيٌ" (مز 2:143). ومع هذا فإن "البار بالإيمان يحيا" (حب 4:2), فمن جانب يلبس القديسون البرّ، ومن جانب آخر، لا يعيش أحد بلا خطية تمامًا. يخطئ البعض كثيرًا والآخر أقل، وأفضل البشر من يخطئ أقل جدًَا.