|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «مِنَ أَيْنَ جِئْتَ؟». فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا»."
من أين جئت = هذه لا تعني أن الله لا يعرف بل تعني أنه مهما ذهب فهو تحت عين الله الفاحصة وبنفس الطريقة سأل الله آدم أين أنت. هو سؤال يشير أن الله يعرف كل ما كان يعمله الشيطان. الجولان في الأرض= الكلمة تعني العمل الدائم الثابت وبنشاط واسع وفي كل مكان. والشيطان لم يقدر أن يدعي بأنه كان يصنع خيرًا فهو يعرف أن الله فاحص كل شيء ولم يجسر أن يعترف بأنه كان يصنع ضررًا فهو يقشعر بوجوده في حضرة الله. آية 8:- "فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ»." الله هو الذي يبدأ بالسؤال فهو يعرف أن الشيطان حاقد على أيوب بل على كل بار. والله يعرف أن الشيطان وضع في قلبه أن يشتكي أيوب ويلتمس الإذن بأذيته وتجربته. فبدأ الله يتكلم عن أيوب بإعزاز ويفتخر بعبده ويشهد لكماله وأنه يسلك باستقامة فمما يفرح الله أن يتكلم عن أبنائه الأبرار "أكرم الذين يكرمونني" وكون الله يبدأ بالسؤال فهذا يعني أن الله هو الذي في يده كل الأمور كضابط للكل، ويظهر اهتمام الله بأيوب كشخص وهكذا بكل منا. وهو الذي بدأ لأنه كان يعرف نية الشيطان وأنه يريد أن يجرب أيوب وأن الله كان يريد هذه التجربة لصالح أيوب وحتى يكمل أيوب بالأكثر ويتنقى من بره الذاتي. وأن يبدأ الله بالكلام عن أيوب فهذا يعني أن الله يقول أنا أعرف مهمتك يا شيطان وأنا أعرف في ماذا تفكر، بل الله يعلم الغيرة والحسد اللذان في قلب الشيطان ضدنا، وأن الشيطان لن يحتمل كلمة مديح من الله لأحد من البشر، لذلك بادر الله بمدح أيوب أمام الشيطان وهو يعرف رد فعله. ومن كل هذا نفهم أن: 1) لنا شفيع مستعد أن يدافع عنا حتى قبل توجيه الاتهام إلينا. 2) الله كضابط الكل استخدم الشيطان كأداة تنقية لأيوب حبيبه وذلك عن حب له. وبعد أن تنقي أيوب رفع الله عنه هذه العصا. وهكذا يفعل الله مع كل منا. 3) بهذا نفهم معنى أن كل الأشياء تعمل معا للخير. |
|