فيلبس وجد نثنائيل

[Mary Naeem]

فيلبس وجد نثنائيل







فيلبس وجد نثنائيل وقال له:

وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء،

يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة ... تعال وانظر
( يو 1: 45 ، 46)




«فيلبس وجد نثنائيل» ولكن لنعلم أن فيلبس قد وجد المسيح قبل أن يجد نثنائيل، فاستطاع أن يقول بكل ثقة وتأكيد: «قد وجدنا المسيح». فهو لا يقول "نحن نسعى لعلنا نجد المسيح، تعال اشترك معنا في البحث"، ولكن فيلبس وصل إلى أبعد من هذا، لأن بحثه باشتياق قد أدى به إلى أن يجد المسيح. وهكذا هو الحال دائمًا. وإذ وجد فيلبس المسيح، ذهب ووجد نثنائيل.

وكما في الأصحاح الأخير من سفر الرؤيا، إذ سمعت النفس من الأعالي الكلمة الثمينة «تعال» رددت الصدى في المشهد الذي حولها قائلة: «تعال». هكذا كان الحال مع فيلبس، إذ وجد المسيح مضى ليفتش عن خاطئ آخر ليقوده إلى البركة ذاتها التي تمتع بها.

وجدير بنا أن نلاحظ أنه لا يوجد شيء من الوظيفة الرسمية في أن «فيلبس وجد نثنائيل» لأن الدافع لهذا العمل هو قوة الحياة لا واجب الوظيفة. بل إن هذا العمل هو فيضان مجرى النعمة من قلب امتلأ بها، وفرح بالغرض المجيد الذي وجده حديثًا. ولماذا نشدد نحن على هذه النقطة؟ لكي نقطع حُجة الذين يختفون وراء عدم حصولهم على سلطان رسمي لكي يبرروا تقصيرهم في إظهار الحياة الجديدة. فقد يقول واحد: ليست لي موهبة ولا دعوة، فنقول له: هذا صحيح، ولكن أ ليست لك حياة؟ إن الحياة الإلهية المغروسة في الداخل تعمل بنشاط وتُعلن نفسها بقوة عجيبة، والنعمة الحية في القلب تُظهر نفسها بطريقة بسيطة حلوة. قد لا تكون مدعوًا للوقوف أمام الجماهير مبشرًا، ولكنك تستطيع أن تجد شخصًا نظير نثنائيل. ألا يوجد أحد تستطيع أن تضع في أذنيه هذه الكلمات البسيطة «قد وجدت المسيح؟» ألا يوجد لك صديق أو قريب أو جار، تستطيع أن تقول له: «تعال وانظر»؟ إنك لا تحتاج إلى مواهب بولس ولوثر وسبرجن حتى تقول لشخص "تعال"، ولكن ما تحتاجه هو قلب ممتلئ وفائض بالفرح لأجل الكنز الثمين الذي وجده حديثًا.

عزيزي، ما هي حالة نفسك في هذه اللحظة؟ هل تستطيع أن تقول مع فيلبس «قد وجدت يسوع»؟ هل أنت سعيد بمحبة المخلّص؟ هل وجدت غفرانًا وسلامًا في دمه المطهّر؟ إن كنت تجاوب بالإيجاب قائلاً: نعم، أشكر الله لأني كذلك، أقول لك: هل أنت تفتش عن نثنائيل؟ هل تفعل ما في استطاعتك لنشر معرفة يسوع؟