رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ضم السيد المسيح إلى كنيسته البقية التي قبلت الخلاص، وقد جاءت من أماكن متفرقة (أع 2؛ يع 1: 1؛ 1بط 1: 1)؛ لذلك يقول النبي: "ويكون في ذلك اليوم أن السيد يُعيد يده ثانية ليقتني بقية شعبه التي بقيت من آشور ومن مصر ومن فِتْروس (مصر العليا) ومن كوش ومن عيلام (مملكة في شرق نهر دجلة وشمال شرقي الخليج الفارسي) ومن شنعار (سهل بابل) ومن حماة ومن جزائر البحر" [11]. تحققت هذه النبوة في عيد العنصرة وأيضًا خلال خدمة الرسل وعبر الأجيال، وستتحقق مرة أخرى بصورة أوسع في الأيام الأخيرة حينما يقبل اليهود الإيمان بالسيد المسيح كقول الرسول بولس (رو 11: 11-27). في ذلك اليوم ينضم قابلوا الإيمان القادمون من اليهود إلى الكنيسة التي سبق أن ضمت الأمم ويكون الكل أعضاء في جسد واحد: "ويرفع راية للأمم ويجمع منفييّ إسرائيل ويضم مُشتتي يهوذا من أربعة أطراف الأرض" [12]. يحاول بعض المفسرين أن يحسبوا ذلك مجدًا لأمة إسرائيل بطريقة حرفية، إنما هنا إعلان عن مجد الكنيسة التي تضم من الأمم واليهود معًا تجمع الكل من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها دون تمييز في الجنس... إذ يصير الكل كنيسة واحدة تحمل راية مسيحها الواحد. يُقدم الاتحاد الذي تم بين إسرائيل (أفرايم) ويهوذا عند عودتهم من السبي بعد أن استحكمت النزاعات بل والعداوة بينهما قرونًا طويلة صورة للاتحاد بين الأمم واليهود [13]. في القديم كان الفلسطينيون وبنو المشرق وأدوم وعمون وموآب ومصر مقاومين للشعب لذا وهب الله شعبه إمكانية النصرة عليهم [14-16]، أما في العهد الجديد فتكون الغلبة لا بانتصارات حربية وإنما بقبول هذه الأمم للإيمان الحيّ فتصير أدوات للبناء لا للمقاومة والهدم. الله الذي سبق فحول البحر لخلاص شعبه إذ أجازهم فيه بعد أن فتح لهم فيه طريقًا للعبور هكذا يجفف كل مقاومة في قلوب الأمم لينفتح طريق الملكوت المسياني. بمعنى آخر الذي أصعد شعبه من مصر مجتازًا بهم وسط مياه البحر الأحمر، هو الذي يعبر بهم من آشور بعد السبي [16]، وهو الذي يعبر بالأمم إلى ملكوته بالرغم من كل العقبات والصعوبات التي تقف أمامهم. |
|