يسوع، ابنُ الله وهو جنين في بطن مريم يزور الآن أليصابات. وأليصابات بالروح القدس تخاطب مَن تفوَّقت على النساء في القداسة والطُهر، واستحقّت أن تحمل الثمر المبارَك يسوع. وهنا تتكلم اليصابات بالروح القدس وتسمّي العذراء أمَّ الرب أي " أمّ الله " لأن " الرَّبّ هو اللهُ وقد أَنارَنا " (مزمور 118: 27). هنا اليصابات تنطق بالروح وتعلن أمومة مريم لربِّها، بالرغم من عدم وجود آية ظاهرة لهذا الحدث الإلهي. إنما شهادة اليصابات بأمومة العذراء لربها انطلاقا من إصغائها لسلام مريم. وجاءت شهادة اليصابات أنَّ ابن مريم هو رب بالرغم انه لا يزال في بطن امه، وذلك بقوة وحي الروح القدس. لكن لم يلقّب يسوع ب "الرب" إلاّ بعد القيامة (أعمال الرسل 2: 36) بعد أن انتصر على الموت. ولم تكتفِ اليصابات إن تدعو مريم أمَّ الرب بل تدعوها أم "ربي" وتعني ذلك أمُّ الله الذي خلصني ونزع عنى العار ورحمني. فهل نصغي نحن لإلهام الروح القدس في حياتنا؟ فهذه البركة التي تحملها القديسة الفائقة القداسة مريم هي الثمرة المباركة، وهي التي تجعل مجيء القديسة مريم إلى أليصابات شرف عظيم لا تستحقه أليصابات.