رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسالة من طفل إلى المسيح مقالات_أبينا_الأنبا_كيرلس _قديس_ميلانو في ساعة متأخرة.. رأيت طفلاً يقف على قارعة الطريق.. فتحنن قلبي عليه.. وأقتربت منه.. وسألته ؟! هل أنت منتظر شيئاً من أحد؟! هل أنت منتظر أحداً ؟! هل الذي تنتظره تأخر عليك ؟! وهل تسمح لي أن أبقى معك ؟! أجابني أنا أريد أن أذهب إلى بيت لحم ؟! صمت.. ولم أتمكن من الكلام.. لأنه فاجأني بما يريده ؟! ولم أتوقع ما يطلبه ؟! فسألته مرة أخرى.. لعلى لم أسمعه جيداً لكنه كرر لي طلبه.. أريد أن أذهب إلى بيت لحم.. حيث ولد المسيح ؟! قلت له.. ومن بيت لحم.. ترى ماذا تريد ؟! أجابني بأنه يريد أن يترك رسالة للمسيح يسوع ؟! أحسست بأنني أقف أمام رجل جاد في أفكاره ؟! فقلت له.. المسيح.. أنت تعرفه ؟! قال لي.. أنا أعرفه.. وأكلمه.. ولم أتقابل معه. قلت.. المسيح حاضر عندنا كل يوم على المذبح.. تعال واترك له رسالتك ؟! قال.. أنا أعلم أنه على المذبح كل يوم لكني أريد أن أذهب إلى الموطئ الذي ولد فيه المسيح..؟! تجرأت.. وسألته ؟! وهل هذه الرسالة خاصة ؟! أجابني . لا ؟ فقلت.. وهل تسمح لي بأن أراها ؟! أجابني.. أنا طفل.. ورسالتي كتبتها للمسيح بقلم اشتياقاتي.. ولا أحد يعرف أن يقرأها سواه ؟! تأثرت بكلامه . وإشتقت أن أسمع ما في رسالته ؟! وطلبت منه أن يحكي لي عن اشتياقاته ؟! فقال لي.. أنا أريد من المسيح ملك السلام. . بأن السلام الساكن فيه .. ينزله على القلوب.. والبيوت.. والبلاد. أنا أريد أن أذهب إلى المذود.. واسلمه الرسالة في يده وأقول له.. أنا طفل.. أريد أن أحيا بالصورة التي يشتهي أن يراني بها. ثم تطلعت إلى هذا الطفل .. فرأيته سارحاً بعيداً.. وظهرت على وجهه ملامح الألم.. وقال . . أنا أريد من المسيح ملك السلام أن يدخل بيتنا .. ويصنع صلحاً بين أبي وأمي.. فنحن نسكن تحت سقف واحد.. ومنذ أن أنفتحت عيناي.. وكلاهما لا يتكلم مع الآخر ؟! المجوس من المشرق جاءوا إلى المسيح . . وقدموا له " مُراً .. وأنا عندي مُر أعيش فيه .. أنا لا أقدر أن أحمله إلى بيت لحم.. إنما أريد من المسيح أن يأتي ويحمل المر خارجاً. من قبل أن أولد أنا.. وأبي له طابع خاص. . هو لا يطيق أحداً.. وأحياناً لا يطيق نفسه.. وأمي منشغلة بالكلام مع الناس وعن الناس. . ويسكن في بيتنا الشك.. والقلق.. والخوف. . وأنا أريد من المسيح إله المحبة بأن يغرس في بيتنا المحبة التي لا تطلب ما لنفسها ( اكو 13 : 5 ) . أخي الأكبر.. ينتظر ما يرثه من وراء أبي. . وكل رجائه موضوع فيما يملكه بعد موت أبيه.. وينسى أنه كما يموت أبيه هكذا هو.. وأنا أريد من المسيح كنز الحكمة بأن يغرس فينا الحكمة.. فنعرف أن الميراث الحقيقي هو ما ننتظره بعد قيامة الأموات في حياة الدهر الآتي. أخي الأخر.. أبتعد عن البيت.. وبدا يهلك في جسده بما يشربه من سجائر وخمور.. وانحرافات.. ويقول أن ما يفعله هو بسبب البيت والهموم.. أخوتي الذين أحبهم.. يتخبطون في الظلمة.. وينحدرون إلى أسفل.. وأنا أريد من المسيح النور الحقيقي أن ينير عقولنا وقلوبنا.. وكما حدث في ذلك الزمان لجليلي الأمم.. الشعب الجالس في الظلمة وظلال الموت وأشرق الرب عليهم بالنور العظيم.. هكذا نحن يصعدنا من أعماق الظلام إلى النور.. وبهذا ننجو من الجهل والشر الذي بهما يموت الإنسان في غير وقته.. كما يقول الرب " لا تكن شريراً كثيراً.. ولا تكن جاهلاً، لماذا تموت في غير وقتك (جا ۱۷ : ۷ ) تأملت في نفسي وقلت.. هذه اشتياقات طفل.. ونحن مهما كبرنا.. ومهما شخنا، فنحن بالحقيقة أطفال عندما نقترب من المسيح عتيق الأيام.. فما يريده الطفل.. أريده أنا.. لذا سألته وماذا تريد أيضاً ؟! قال.. عندنا في بيوتنا.. وقلوبنا.. كنوز من اللبان الذي قدموا منه المجوس للمسيح رئيس الكهنة الأعظم.. اللبان الذي عندنا.. الذي نستعمله.. لا نقدمه للمسيح إلهنا العظيم المدبر لحياتنا ؟ ! إنما نقدمه لآلهة أخرى.. تسكن في أعماقنا.. نحن نعبدها دون أن ندري.. هي في الأصل كانت خطايا . نحن تهاونا فيها.. وتمادينا إلى أن صارت أصناماً من صنع أيادينا.. نحن صرنا كهنتها نسجد لها.. ونرفع لها بخوراً من مشارق الشمس إلى مغاربها ؟! أريد من المسيح رئيس الكهنة الأعظم.. أن يضع يده على نفوسنا.. ويحطم كل الأوثان التي صنعتها أيادينا.. وأن يجعل وصاياه في أذهاننا.. وأن يكتبها على قلوبنا.. وهو يكون لها إلهاً.. ونحن نكون له شعباً مبرراً ( عب ۸ : ۱۰ ) . ثم قال لي الطفل.. وأنا لى طلب خاص.. من رئيس الكهنة الأعظم.. بأن نراه في كنيستي التي أنا أحبها.. وأن نلتف جميعاً حوله.. وأن نرى الآباء مقدمين بعضهم بعضا بالكرامة كما يعلمون.. وأن لا يكون هناك بولس وأبلوس ، وأن نكون جميعاً رعية واحدة لراع واحد هو المسيح يسوع.. وأن يعرف كل واحد منا رسالته.. وأن يتفاني في إتمامها.. وأن يسعى لكي يقول للرب " العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته " ( يو 17 : 4 ) وسألته.. وماذا تريد أيضاً ؟! فقال لي.. أنا أريد أن أدخل إلى بيت لحم.. واترك رسالتي للمسيح الملك.. و أوضح فيها بان الملكوت الذي وضعه فينا ذهب وانسرق.. ومنه أرجو أن يرد الملكوت المسروق منا.. وأن يعلمنا كيف نصبح نحن سراق الملكوت ؟ * قلت له.. أنت متعب ومتألم من اجل من هم حولك.. ومن أجلهم تريد أن تذهب إلى بيت لحم لكي يرفع المسيح عنهم هذه المتاعب.. ويفرح قلوبهم بمعرفته ؟! ومن أجلك لم تطلب شيئاً ؟! أجابني.. يبدو أنك نسيت ما قلته لك..بأنني أريد من الرب أن يجعلني أحيا بالصورة التي يود أن يراني بها. أبينا الأنبا كيرلس قديس ميلانو ❤️ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رسالة الكنيسة هي تحقيق رسالة المسيح نفسها |
رسالة المسيح ليست المسيحية. لكن رسالة المسيح هو المسيح. |
مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ. (رسالة غلاطية 2 : 20) |
رسالة من المسيح |
رسالة من المسيح |