يعتبر هذا المزمور الرابع في مزامير التوبة وأشهرها، كتبه داود النبي عندما اعترف بذنبه لما بلغته الرسالة الإلهية عن طريق ناثان النبي (2 صم 12: 1-3). قدمه في أحلك اللحظات التي فيها اكتشف داود نفسه، وهو لا يكشف فقط عن أعماق حزنه على ما فرط منه في حق الله، بل يفرح ويبتهج ويسبح الله ويشهد لأعماله الخلاصية. تختلط أحزانه بالأفراح، ودموع الحزن بدموع البهجة.
كثيرون نظروا إلى التوبة من جانب دون آخر، فرأوا فيها دموعًا وآلامًا وأحزانًا ليس إلاَّ، ونسوا أن التوبة ما هي إلاَّ اختبار صلب الرب وقيامته. إنها طريق ملوكي مفرح كقول الرب: "توبوا، لأنه قد اقترب منكم ملكوت السماوات" (مت 3: 2؛ 4: 17). لذلك يبدأ المزمور بطلب الرحمة الإلهية لينطلق إلى الشهادة لله الرحيم أمام الأثمة، ثم يدخل في حالة تسبيح وتمتع بأورشليم العليا حيث يشتمّ الله حياتنا محرقات مبهجة، موضوع سروره.