رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ميخا وقوة الروح: لَكِنَّنِي أَنَا مَلآنٌ قُوَّةَ رُوحِ الرَّبِّ وَحَقًّا وَبَأْسًا، لآخَبِّرَ يَعْقُوبَ بِذَنْبِهِ، وَإِسْرَائِيلَ بِخَطِيَّتِهِ. [8] بينما ينفضح الأنبياء الكذبة يومًا ما ويخزون، إذا بالنبي يتزكى على الدوام خلال عمل روح الرب القدير وتمسكه بالحق الإلهي. يُرجع ميخا سرٌ قوته إلى عمل الروح القدس فيه. فقد أهله روح الرب للعمل النبوي الرعوي، فامتلأ قوة وحقًا وشجاعة، يتكلم كمن له سلطان. وكما يقول إشعياء النبي: "والسيد الرب يعينني لذلك لا أخجل، لذلك جعلت وجهي كالصوان، وعرفت أني لا أخزى" (إش 50: 7). فهو لا يخشى مقاومة الناس، حتى وإن كانوا أصحاب سلطان! أدرك النبي عجزه بذاته عن القيام بهذا العمل، لكن روح الرب هو سرّ قوته، لأنه: "مَنْ هو كفء لهذه الأمور؟" (2 كو 2: 16)، وكما يقول الرسول: "كفايتنا مِنْ الله" (2 كو 3: 5) على نقيض الأنبياء الكذبة الذين حل بهم الإحباط الشديد امتلأ ميخا بقوة الروح الإلهي، يحمل قوة داخلية، وحقًا وبأسًا. لا يشعر بضعفٍ، ولا تعوزه معرفة الحق، ولا يفقد عمله البطولي في الرب. كأنه يقول لهم: ليس من وجه للمقارنة بين الأنبياء الكذبة وبيني، إذ "ما للتبن مع الحنطة" (إر 23: 28). إذ تمتع ميخا النبي بهذه المؤهلات تكلم بجرأة وأخبر يعقوب بذنبه، وإسرائيل بخطيته. لقد التزم رجال الله أحيانًا أن يكشفوا عن صدق إرساليتهم والإمكانيات الإلهية التي تمتعوا بها، ليس للافتخار وإنما لأجل الخدمة وبنيان ملكوت الله في هذا العالم. في تفسير الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس (2 كو 11: 21 إلخ) يوضح القديس يوحنا الذهبي الفم أن الرسول بولس لم يفعل ذلك بغية الافتخار بنفسه، إنما ليُبكم أفواه الذين يريدون تحطيم خدمته بإنكارهم رسوليته. وقد قدم الذهبي الفم أمثلة كثيرة لرجال الله الذين دافعوا عن أنفسهم من أجل بنيان الكنيسة ونجاح العمل الإلهي. فصموئيل النبي يقول: "هأنا فأشهدوا عليٌ قدام الرب وقدام مسيحه، ثور من أخذت، وحمار من أخذت، ومن ظلمت، ومن سحقت، ومن يد من أخذت فدية لأغضي عيني عنه، فأرد لكم" (1 صم 12: 3). وعاموس النبي يقول لأمصيا: "لست أنا نبيًا، ولا أنا ابن نبي، بل أنا راعٍ وجاني جميز فأخذني الرب من وراء الضان، وقال ليّ الرب: اذهب تنبأ لشعبي إسرائيل" (عا 7: 14 إلخ.)، وهكذا أيضًا ميخا النبي هنا. |
|