منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 04 - 2024, 10:40 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,954

نتعلّم من الكتب المقدّسة




نتعلّم من الكتب المقدّسة

في إطار الكلام عن الأوثان (ف 8 - 10)، راح الرسول في استطراد بلفت انتباه المؤمنين فيدعوهم »أيها الاخوة«(12). ويعيدهم إلى خبرة الشعب العبراني في البرية. وها نحن نقدّم النصّ (10: 1-13) كما في ترجمة بين السطور(13).

1 فلا أريدكم أن تجهلوا، أيها الإخوة، أن آباءنا كلّهم تحت السحابة كانوا وكلّهم في البحر عبروا.

2 وكلُّهم لموسى عُمّدوا في السحابة وفي البحر

3 وكلُّهم أكلوا الطعام الروحي نفسه

4 وكلُّهم شربوا الشراب الروحي نفسه، لأنهم كانوا يشربون من مرافقة صخرة (= من صخرة ترافقهم)، والصخرةُ كانت (= هي) المسيح

5 لكن ما رضي الله بأكثرهم فصُرعوا (سقطوا أمواتاً) في البريّة

6 وهذه أمثلةًτυποι صارت لنا، لئلاّ نكون نحن مشتهين شروراً كما أولئك أيضاً اشتهوا

7 ولئلاّ تصيروا عبّاد أوثان، كما بعضٌ منهم، كما كُتب: جلس الشعب ليأكل وليشرب، وقاموا ليلعبوا

8 ولا نزنِ كما بعضٌ منهم زنوا، وسقطوا في يوم واحد ثلاثةٌ وعشرون ألفاً

9 ولا نجرّب المسيح كما بعضٌ منهم جرّبوا، وبالحيّات كانوا يهلكون

10 ولا تتذمّروا كما بعض منهم تذمّروا، وهلكوا من (قِبَل) ملاك الموت

11 وهذه كمثالτυπικως كــانت تحــدث، لأولئك وكتبت لإنذارنا νουεσιαν، الذين إليهم نهاياتُ الدهور انتهت

12 إذاً، من يظنّ أنه يقوم (قائم، واقف) لينظر (= ليحذر) لئلاّ يسقط

13 تجربتكم ما أصابت إلاّ (حالة) بشريّة، وأمينٌ (هو) الله الذي لن يدَعَكم أن تجرَّبوا فوق ما تقدرون، لكن سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا.

كيف بدا هذا التوسّع فوصل إليه بولس تاركاً ما يتعلّق بعبادة الأوثان؟ بواسطة الصفة »مرذولاً« كما نقرأها في 9:9(14). ظنّ الأقوياء في الجماعة أنهم ثابتون ولا شيء يزعزهم، فردّ عليهم الرسول: يمكن أن تُرذَلوا كما رُذل أبناءُ الشعب الأول. ها هنا أخطار التكبّر والاعتداد بالذات.

فلا أريدكم أن تجهلوا (آ 1). نحن هنا أمــــام نَفيين، الأول ''لا'' ου والــــثـــان α في بـــداية الفعــــــل α-γνοειν: أن لا تعرفوا. هناك طريقتان للكلام: إمّا الطريقة الايجـــابيّة: أريدكـــم أن تعرفــوا γνοειν. وإمّــا النفيان كمــا هو الأمر هنا. رج 10: 1. ويبدو أن استعمال الصيغة الايجابية يفترض أن المعلومة التي تُعطى هي معروفة(15). واستعمال النفيان يعني أن المعلومة جديدة(16).

آباءنا. هم أفراد الشعب الاول. فمع أن الجماعة تألّفت من مسيحيين آتين من العالم الوثنيّ، فبولس يتوجّه إليهم وكأنّهم ارتبطوا بالعهد، شأنهم شأن بني اسرائيل (1: 2؛ 5: 13؛ 12: 2). هي المرة الوحيدة يعود فيها بولس إلى الخروج ويذكر الشعب الأول على أنه آباء πατερες الكورنثيين. أما في 2 كو 3 - 4 فيقاسم الكورنثيون بعض الخير في مسيرة الخروج. هذا يعني أن هذه الخبرة معروفة، شاملة، لهذا جاء اللفظ »كلّهم« παντες مرّتين في هذه الآية. ثم يرد أكثر من مرّة. كل هذا سوف يوجّهنا إلى الإرشاد اللاحق: »فليحذر السقوط« (10: 12).

عُمّدوا. الــفعل في المجهول (17) εβαπτισθησαν . الله عمّد شعبــــه حين »غطس، غرق، عبـــر« διηλθον في البحر الأحمر. ولكن جاء من صحّح الفعل بحيث يزول اللبس بين »عماد في موسى« و»عماد في المـسيح«. فاستعملـوا (18) εβαπτζαντο . ظنّ بعضهم أنه وُجد »عماد« في العالم اليهودي المتأخّر على مثال العالم المسيحي. ولكن لا شيء أكيداً في هذا المجال. أما الرسول فلا يقابل بين »عماد« و»عماد«. بل بين »خبرة بني اسرائيل« و»خبرة الكورنثيين« ليستخلص الموقف الواجب اتخاذه(19).

الـــــروحـــي (آ 4) πνευματικον. المعنى الروحي هو الذي يقرأه المسيحيون، وهذا ما يعارض النظرة اليهودية. وهو أمرٌ واضح نجده في الانجيل الرابع: عرض يسوع الماء على السامرية، فحَسبَتْ أنه يستطيع أن يعمل عنها ويملأ لها الجرّة. ولكن يسوع تكلّم عن ماءٍ آخر يتفجّر في المؤمن حياة أبدية. وشبع اليهود من خمسة أرغفة وسمكتين. ورجعوا إلى الوراء، إلى خبرتهم مع موسى. أما يسوع فقال لهم: »خبز الله هو الذي ينزل من السماء ويعطي العالم الحياة« (يو 6: 23). والولادة الثانية لدى نيقوديمس صارت دخولاً جديداً في بطن أمه »ليُولَد« (يو 3: 4).

المعنى المادي يدلّ على المنّ. المعنى الروحي يوجّهنا نحو معنى آخر. وكذا نقول عن الماء الذي تفجَّر من الصخرة، فرافق الشعب العبرانيّ حتى الوصول إلى أرض الميعاد. هل صار الصخر »صهريجًا« يختزن الماء ويسير مع السائرين في البرية؟ أما بولس فيرى هنا شخص المسيح الذي يرافق المؤمنين »الجائعين والعطــاش إلى البــر« (مت 5: 9). πνευματικος هــو لــفــظ بولسي بامتياز. فإذا وضعنا جانباً 1 بط 2: 5 ورؤ 11: 8، فهو لا يرد إلاّ في الرسائل البولسيّة، وفي 1 كو وحدها، خمس عشرة مرة. نحن أمام عمل الروح في قدرة الله الخالقة والخلاصية. فالمسافة بعيدة بين طعام التقطه بنو اسرائيل وطعام أغدقه الله عليهم.

كـل مــــا حصـــل هو مـثال (آ 6) τυπος، نـمـوذج، يجمع السمـات الرئيسيّة. فكأننا نرى هنا ما سوف يتمّ مع يـسوع الـمسيـح. أمّــا الظــــرف τυπικως فلا يرد في العهد الجديد إلاّ هنا، في 1 كو 10:11. وهكذا نكون أمام تضمين بين آ 6 وآ 11، ممّا يدلّ على وحدة أدبيّة. استعمل الآباء الرسوليون لفظ »مثال« ليدلّوا على صورة مسبقة لتاريخ الخلاص في يسوع المسيح. نذكر هنا يوستين في الحوار مع تريفون: »وكذلك الاثنا عشر جرساً التي كانت تُعلَّق تقليدياً على ثوب رئيس الكهنة الطويل، كانت ترمز إلى الاثني عشر رسولاً المنتمين إلى قدرة المسيح الكاهن الأبديّ«(20).

ولا نجرّب المسيح (آ 9). غير أن هناك مخطوطــات قديمــة، مثل السينائي والفاتيكــاني والافــــرامي والــــنــصّ المتسلَّم(21)، تقدّم عبارة بيبليّة نقرأها في تث 6: 16؛ رج خر 17: 7؛ »لا نجرّب الربّ«. ويقرأ الاسكندرانيّ ومخطوط آخر (81) يعود إلى القرن السادس: »لا نجرّب الله« أما يوحنا الذهبي الفم فقال مرة »المسيح« ومرّة »الربّ«. وبما أن مع المسيح هي القراءة الأصعب(22)، أَخذت بها النسخة الشبه رسميّة(23). ظنَّ البعض أن التصحيح جــــاء في خطّ مسحنـــة الكتـــابات اليهوديّة. ذاك كان موقف بولس الشميشاطي، أسقف انطاكية في القرن الثالث. غير أن 10: 9 هي كافية لكي نقرأ هنا: »ولا نجرّب المسيح«. فالمسيح ليس مجرّد بشر، بل هو الله وابن الله، وبالتالي يعمل في الأزمنة البيبليّة.

كما بعض منهم جرّبوا. لا نجد هنا المفعول به. ولكن الرسول يعود إلى سفر العدد (21: 5 - 6) وإلى المزامير (78: 18): نقص الطعام والشراب، فتذمّر الشعب على الله وعلى موسى، وكان العقاب الحيّات السامّة.

كل هذا كُتب ليكون لنا »مثالاً« (آ 11). »هذه الأشياء حدثت لهم«. أضــافت بعض المخطوطــات »كــل« تارة قبل »لهم« وطوراً بعد: »حدثت لهم كلهم«. ولكن عدم ثبات »كل« يدلّ أنّناً أمام تصحيح للنصّ.

كُتبت لانذارنا νουθεσιαν (آ 11). هو لفظ لا يرد إلاّ في الكتابات البولسيّة (أف 6: 4؛ تي 3: 10). وهو يعني »التعليم«(24). وفي الوقت عينه التوبيخ والتأنيب (حك 16: 6)، ولا سيّما من قبل الوالدين، كما قال الرسول في 4:14 (ناصــحٌ νουθετων ) عـــرف العالم اليهودي الهلنستيّ توبيخ الله لشعبه، لا لكي يعاقبهم، بل ليردّهم إليه (فيلون، حياة موسى 1: 110). انطلق بولس من هذا الخبر لكي »يوبّخ« الكورنثيين. فعددٌ كبير منهم يعتبرون نفوسهم من العارفين ولا يحتاجون إلى من يُرشدهم (2: 6).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ماذا يمكن ان نتعلّم من مجرم؟‏
النبي ناحوم في الكتب بعض الكتب التاريخية مع آراء المؤرخين
محتاجين نتعلّم نحترم بعض
كيف نتعلّم محبة الرب
سلامة الكتب المقدّسة من التناقض


الساعة الآن 02:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024