|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نكشف مفاجآت قمة «السيسي - ترامب».. بعد أكثر من عقد مر على غياب زعماء مصر عن زيارة البيت الأبيض في قلب العاصمة الأمريكية "واشنطن"، منذ زيارة الرئيس الأسبق حسنى مبارك عام 2005، لنظيره الأمريكى حينها جورج بوش الابن، وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، السبت الماضى، إلى معقل أبناء "العم سام"، في زيارة يمكن القول إنها تساهم بشكل واضح في طى صفحة السنوات الـ12 العجاف، وفتح صفحة جديدة مع الإدارة الأمريكية التي يديرها الآن دونالد ترامب. التوجه الذي تبناه، دونالد ترامب، الرئيس القادم من رحم المال والأعمال، لم يكن نابعا عن قناعته بقدر ما هو فكر للحزب الجمهوري، كما أنه توجه يرمى إلى توزيع ملفات العالم بين مجموعة من الحلفاء المقربين، وفى الوقت ذاته الابتعاد عن نفخ الأزمات، بهدف وضع النظر على جميع البقاع الساخنة في العالم، وتجنبا للانزلاق في مستنقع فوضوي يجبرها على التنازل لقوي مناهضة مثل الصين وروسيا وترك باقى الساحات لها. اختيار الحلفاء أيضا لدى الجمهوريين توجه مغاير لغريمهم الحزب الديمقراطى، في شكل التحالفات، حيث يميل حزب "ترامب" المحسوب على اليمين للتحالف مع الأنظمة العسكرية، ويرى أنظمة الجنرالات خيارا مفضلا للحفاظ على مفهوم الدول الوطنية، والابتعاد بدولهم عن مستنقعات الطائفية والأيديولوجيات التي تفجر الصراعات، لذلك تبنت إدارته حملة شرسة ضد جماعة الإخوان في المنطقة، لقناعتها بدور هائل لها في نفخ الأزمات الطائفية بين السنة والشيعة، وتلقت تقارير بحثية مسبقة خلال حملة "ترامب" الانتخابية عن خطورة الصفقات التي عقدتها إدارة الديمقراطيين بالمنطقة مع الجماعة والتيارات الدينية الأخري. الإشادة بالسيسي التقارير البحثية تلك أوصت بضرورة تفكيك التحالفات القديمة، والعمل على إعادة تشكيل محور عربى معتدل، لمواجهة الخطر الإيرانى المتصاعد مع قرب امتلاك طهران قنبلة نووية بمباركة "أوباما"، ومثلت نقطة ارتكاز للغزل العفيف بين ترامب المرشح الرئاسى وقتها، والرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي تنظر له الإدارة الجديدة على أن دولته –مصر- هي الوحيدة القادرة الآن على جذب جميع الفرقاء إلى طاولة تفاهم، لابتعاد خطابها الرسمي عن اللهجة الطائفية وتبنى المفردات الوطنية والقومية، علاوة على وجود الأزهر منارة الإسلام السنى المعتدل في العالم بها، والذي يحظى باحترام الجميع، وتعول عليه الأنظمة الغربية الآن لتصحيح الخطاب الدينى، وتعتبره سلاحا ناعما في الحرب على الإرهاب. تصريحات ترامب عقب أول لقاء جميع بين "السيسي" و"ترامب" على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخلال حملته الانتخابية أطلق المرشح الأمريكى آنذاك عدة تصريحات تجاه النظام المصري، التذكير بها الآن ضرورة لفهم ما دار في كواليس لقاء البيت الأبيض، التصريح الأول لـ"ترامب" جاء خلال كلمة لمؤيديه قاله فيها: إن "السيسي حليفي في مواجهة الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط، وهدفنا القضاء على تنظيم داعش الإرهابي". وفى أغسطس 2016 قال ترامب: إنه سيعقد مؤتمرًا دوليًا حال فوزه بالانتخابات، ويدعو فيه الرئيس السيسي، وملك الأردن لمكافحة الإرهاب، الذي تسبب في حدوث فوضى بمنطقة الشرق الأوسط أثناء خلافة كل من أوباما وكلينتون. وعلى هامش مشاركته في الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك، شدد ترامب حينها على تقديره لمصر رئيسا وشعبا، وأن الولايات المتحدة ستكون تحت إدارته صديقًا وحليفًا قويًا يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال السنوات المقبلة، مشيرا إلى علاقات الشراكة القوية والممتدة التي جمعت بين البلدين على مدار العقود الماضية، مؤكدًا حيوية هذه الشراكة بالنسبة لأمن واستقرار الشرق الأوسط. في ذات الشهر –سبتمبر 2016- قال ترامب في تصريحات لقناة "فوكس" الأمريكية: إنه شعر "بالكيمياء" مع السيسي أثناء لقائهما، وقال: "إنه اجتماع مثمر جدًا.. إنه رجل رائع". الكيمياء المثمرة الكيمياء التي شعر بها الرئيس الأمريكى مع السيسي، كانت بمثابة العثور على الراجل المناسب، لتنفيذ مهمة وضعتها الإدارة الأمريكية الجديدة لحلحلة ملفات الشرق الأوسط المعقدة، والخروج من دوامة أغرقت نفوذ وهيبة واشنطن مع موسكو بتمددها العسكري، والصين بإمبراطوريتها الاقتصادية المتمدة. ملفات الشرق الأوسط الشائكة التي تريد واشنطن الفكاك منها الآن بأقل الخسائر، تتمثل في الحرب السورية المشتعلة منذ 6 أعوام، والفوضى التي تشهدها ليبيا نتيجة غياب نظام واضح وتحولها إلى دولة برأسين أحدهما في الشرق والآخر في الغرب، إضافة إلى اليمن التي باتت أراضيها مهددة في السقوط ضمن النفوذ الإيرانى، بعد عامين بلا جدوي من ضربات التحالف العربى بقيادة السعودية، وفى القلب من كل هذا القضية الفلسطينية التي تمثل حملا ثقيلا على كاهل الإدارات الأمريكية المتتالية، بسبب جمود عمليات السلام والتوقف عن المفاوضات بين الاحتلال والمحتل. رجل المنطقة من هنا تبرز الملفات التي وضعها "ترامب" في حقيبة "السيسي" قبل مغادرة واشنطن عائدا إلى القاهرة، متوجا بلقب "رجل المنطقة"، عملت الإدارة الأمريكية الجديدة جاهدة قبل زيارته على تذليل جميع العقبات التي تعترض طريقها، لمعاونته على إنفاذ المهمة بنجاح. أولى العقبات التي تم تذليها تمثل في الخلاف المصري السعودي، بهدف عودة التحالف التاريخى بين القاهرة الرياض، للعمل سويا على إخراج الشوكة الموجودة في ظهر الأمة العربية، والتي غرستها إيران خلال الأعوام التالية لثورات الربيع العربى، مستغلة ترهل أنظمة المنطقة، وحالة الطلاق الإقليمى والتنسيق بين مصر والسعودية. إذابة جبل الجليد بين القاهرة والرياض، تم -بحسب مصدر دبلوماسي مطلع- خلال زيارة ولى ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي تلقى على مائدة غذاء البيت الأبيض نصائح بضرورة طى صفحة الخلافات مع مصر، والعمل على دعمها اقتصاديا وتجميد قضية جزيرتى "تيران وصنافير"، تجنبا لحالة غضب شعبى تورط النظام داخليا، وتعطله عن مهامه الخارجية المنوط بها خلال الأعوام المقبلة. حل الأزمة المصرية السعودية، لم يكن الأمر الوحيد على قائمة أمريكا لدعم نظام السيسي، بحسب المصدر، فهناك ثلة حوافز متعلقة بالجوانب الاقتصادية، بعد تلقى إدارة "ترامب" تقريرا من لجنة العلاقات الخارجية الأمريكية بالكونجرس، يشرح خطورة الأزمة المالية التي تعانى منها القاهرة الحليف المرتقب بالمنطقة، ما دفعه وإدارته للعكوف على تحسين صورة مصر في العواصم الأوروبية، بهدف رفع الحظر المفروض على السياحة، منذ سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، إلى جانب إنهاء أزمة المساعدات العسكرية المعلقة، وتقديم المزيد من الدعم التسليحى للمعاونة في الحرب على الإرهاب. ملف الإخوان كما تعد الزيارة المسمار الأخير في نعش ملف جماعة الإخوان العالق منذ ثورة 30 يونيو، حيث تلقت الإدارة الأمريكية تقارير خطيرة عن نشاط الجماعة المريب، وتحذيرات من الوقوع في فخ تجربة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذي خدع الغرب بوجه إصلاحى وديمقراطى، وتبنى لهجة عدائية ومصطلحات طائفية مع أول صدام بينه وبين العالم في الملف السوري. ويتوقع مراقبون للأزمة المتعلقة بالجماعة، أنه عقب عودة "السيسي" سوف تحرك الإدارة الأمريكية ملف إدراج الإخوان على لائحة الإرهاب، لإجبارها على توفيق أوضاعها إقليميا والقبول بالأمر الواقع، إلى جانب الاعتراف بالأنظمة القائمة وعدم مناوشتها سياسيا. المهمة الصعبة المهمة الصعبة للرئيس السيسي عقب عودته من أمريكا سوف تنطلق من قلب العاصمة السعودية "الرياض"- بحسب المصدر- خلال مايو المقبل، في زيارة تهدف إلى إيصال رسالة إلى الأطراف المعنية إقليميا، بميلاد تحالف ثلاثى إقليمى معتدل يضم مصر والسعودية الأردن. ومهمة هذا الحلف سوف تنصب خلال الأعوام المقبلة على التنسيق في مكافحة الإرهاب إقليميا، والمساهمة في تطهير المنطقة من تنظيم "داعش" الذي ساهم وجوده في تأجيج الصراع الطائفى بين السنة والشيعة في العراق وسوريا. إغلاق ملف سوريا ويعد من أصعب الملفات الإقليمية التي تواجه القاهرة ملف سوريا، لوجود عدة أطراف إقليمية ودولية تعمل بنشاط في داخله، وسهل الرئيس الأمريكى المهمة على المعنيين بالحل بإخراج تركيا نهائيا من المعادلة، بإعلان تخلى أمريكا عن مطلب رحيل بشار الأسد، وحمل وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون الأسبوع الماضى رسالة شديدة اللهجة إلى الأتراك خلال زيارته إلى أنقرة، متعلقة بضرورة الكف عن مطلب رحيل الأسد، وضرورة خروج الجيش التركى من المعادلة العسكرية، مقابل التعهد بعدم إقامة دولة كردية على الحدود التركية، الأمر الذي يمثل مبعث قلق للجانب التركى، وجاءت الاستجابة سريعة بإعلان توقف العمليات العسكرية لـ"درع الفرات". صفقة سوريا توافقت عليها الأطراف الإقليمية، وسمحت بفرصة للحل السياسي، كما جاء على لسان العاهل السعودي الملك سلمان في القمة العربية الأخيرة، بعد القناعة بخطورة استكمال الصدام حتى النهاية، والانتهاء بسقوط الدولة السورية في قبضة إيران، بما يساهم في تطويق المنطقة بالمشروع الفارسي. إنهاء حرب اليمن وبحسب مصدر مقرب من الرئيس السابق على عبدالله صالح، فمن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة، دورا سياسيا فاعلا من الجانب المصري، للعمل على جمع الفرقاء، والخروج بنتائج مرضية للجميع بما فيها السعودية. وتوقع المصدر أن يلعب نجل العقيد أحمد عبدالله صالح، دورا مهما في اتفاق سياسي مرتقب، ينهى النفوذ الإيرانى ويؤمن مصالح المملكة، وفى الوقت ذاته يبعد جماعة الحوثى عن المشهد السياسي، تجنبا لإزعاج الرياض وأيضا أمريكا التي تتخوف من ميلاد ميليشيا جديدة على غرار حزب الله اللبنانى الحامل لأجندة إيران. ليبيا وحفتر وفيما يتعلق بالملف الليبي، فإن ميول الجمهوريين السالف الحديث عنها، وجهت الخيار نحو خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، وبدأت دوائر صنع القرار في واشنطن تتحدث عن ضرورة دعمه عسكريا بهدف تمكينه من القضاء على الميليشيات الإرهابية، وتوحيد الشطرين المنقسمين عسكريا، وسط تخوفات من تعاظم النفوذ الروسي عقب كشف "أفريكوم" عن وجود قوات برية روسية عاملة على الأراضي الليبية لمعاونة حفتر في القتال. الدور الأمريكى المرتقب في ليبيا، يتوافق مع وجهة النظر المصرية المطالبة بضرورة تقوية شوكة الجيش الوطنى، وتفاهم الأطراف السياسية على عملية توافقية مرضية لجميع المكونات. ورغم صعوبة المشهد الخارجى، لكنه يعد الملف الأسهل في مهمة رجل المنطقة القوى –السيسي- في حال وفت أمريكا بتعهداتها وانتصرت لفكرة تقوية الجيش الليبي، ودعمه بقوة لمواجهة الميليشيات المسلحة التي ترتع في ربوع البلاد، بخطط الإخوان وتلقى رعاية من قطر وتركيا مؤتمر للسلام التنسيق الذي تم بين "السيسي" والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، في القمة العربية، حول أجندة المباحثات مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، جاءت لتوفيق حديث الزعماء العرب مع الجانب الأمريكى، الذي يخطط الآن لعقد مؤتمر دولى للسلام يسبقه خطوات فاعلة على الأرض، بمشاركة مصر والأردن ودعوة السعودية له. مؤتمر السلام المزمع الترتيب له، والمؤكد أنه نال القسط الأكبر من مباحثات السيسي وترامب، رغم عدم استقرار الجانب الأمريكى على مكان انعقاده بين القاهرة وعمان، ويؤكد مراقبون بقوة أن مكان انعقاده عقب الوصول إلى تفاهمات واضحة ومحددة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سيكون في مدينة "شرم الشيخ" المصرية كجائزة كبرى للسيسي على جهوده في مكافحة الإرهاب، إلى جانب التأكيد على تعويل أمريكا على الدور المصرى المستقبلى في ملفات المنطقة، وإقناع بقية الأطراف الإقليمية بضرورة التنسيق مع الدولة المصرية في جميع الملفات الساخنة. "نقلا عن العدد الورقي"... هذا الخبر منقول من : موقع فيتو |
|