رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الروح القدس والضمير كثيرًا ما يتكلم الروح القدس داخل قلوبنا ولكننا نرفض أن نطيع صوته. فما هو الفرق بين الروح القدس والضمير؟ الضمير يتكلم داخل الإنسان حتى في عدم وجود الروح القدس. الضمير هو أثر من آثار الحياة الأولى مع الله. فحينما خلق الله الإنسان على صورته ومثاله وضع فيه الضمير لكي يرشده إلى الصواب ويبكته على الخطأ مع عدم إلغاء حريته. ولكن الضمير بعد سقوط الإنسان أصبح من الممكن أن يتغير أو يتسع ويضيق حسب العوامل التربوية للإنسان. من الممكن أن يعمل الإنسان أمرًا يبكته عليه ضميره، ولكن إذا اعتاد على عمل هذا الأمر، فسوف لا يبكته ضميره مثلما قال الكتاب عن الخطاة يشربون الإثم كالماء "فَاسِدٌ الإِنْسَانُ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ!" (أي15: 16).. الضمير من الممكن أن يضعف وأن ينام، وأن يضيق أو يتسع تبعًا للعوامل التي تمر بحياة الإنسان وتبعًا لمحاولته أن ينمى ضميره ويقوّمه ويهذبه، أو إذا كان يميت ضميره. وهناك من الضمائر من يظن أنه بإضطهاده للمسيحيين يقدّم خدمة لله مثلما كان يفعل بولس الرسول قبل قبوله الإيمان بالمسيح. لذلك قال السيد المسيح: "تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً لِلَّهِ" (يو16: 2) لهذا فالضمير يتأثر بما يتلقنه الإنسان وما يعتقده. لكن الروح القدس ليس كذلك. الروح القدس هو هو أمس واليوم وإلى الأبد، بنفس قوته الإلهية وبنفس ناره الحارقة للخطية. فهو لا يتغير. الروح القدس يعتبر معلّم للضمير فإذا مات ضمير الإنسان، فسوف يوقظه الروح القدس وسوف يرجع هذا الضمير للمقياس المضبوط، مثلما حدث مع زكا رئيس العشارين عندما قال: "هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَاف. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهَذَا الْبَيْتِ إِذْ هُوَ أَيْضاً ابْنُ إِبْرَاهِيمَ" (لو19: 8، 9). ضمير زكا الأول كان يسمح له بظلم الناس، ولكن بعد أن استيقظ ضميره قال: "إِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ" فمن الذي يوقظ ويهذب الضمير؟ إنها عطية من عند الله؛ الروح القدس "يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ" (يو14: 26). فالإنسان لم يُترك في مهب الريح ولكن التعليم الإلهي يُعطى له من الله مباشرةً، في نقاوة كاملة لا تتأثر بالعوامل التربوية أو الاجتماعية أو البيئية، وفوق كل هذا سمو التعليم الإلهى. لذلك فالإنسان الذي يعيش مع المسيح تختلف تصرفاته عن المجتمع الذي حوله، ويعتبر نوع من الطفرة يختلف عن مقاييس العالم حتى وسط المجتمع المسيحي نفسه،لأن المجتمع المسيحي أحيانًا يتوارث عادات وتقاليد بشرية خاطئة. لكن الإنسان الذي فيه روح الله يرفض العادات السيئة في المجتمع كما قال الكتاب "وَيَكُونُ الْجَمِيعُ مُتَعَلِّمِينَ مِنَ اللَّهِ" (يو6: 45)، و"يَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إلى كَبِيرِهِمْ" (عب8: 11). |
|