|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النبوة الخامسة [33-40]: يطلبون وحي الرب بأفواههم، لا بقلوبهم. 33 «وَإِذَا سَأَلَكَ هذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟ فَقُلْ لَهُمْ: أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ، هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34 فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ، أُعَاقِبُ ذلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35 هكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ، وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ. 36 أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ، لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ، إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِنَا. 37 هكَذَا تَقُولُ لِلنَّبِيِّ: بِمَاذَا أَجَابَكَ الرَّبُّ، وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ. 38 وَإِذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ، فَلِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ قَوْلِكُمْ هذِهِ الْكَلِمَةَ: وَحْيُ الرَّبِّ، وَقَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ قَائِلًا لاَ تَقُولُوا: وَحْيُ الرَّبِّ، 39 لِذلِكَ هأَنَذَا أَنْسَاكُمْ نِسْيَانًا، وَأَرْفُضُكُمْ مِنْ أَمَامِ وَجْهِي، أَنْتُمْ وَالْمَدِينَةَ الَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ وَآبَاءَكُمْ إِيَّاهَا. 40 وَأَجْعَلُ عَلَيْكُمْ عَارًا أَبَدِيًّا وَخِزْيًا أَبَدِيًّا لاَ يُنْسَى». أخيرًا يتظاهر هؤلاء الأنبياء أحيانًا بالرغبة في التعرف على وحي الرب بينما بقلوبهم يطلبون وحي أنفسهم. تسلل هذا الداء إلى الكهنة في غير مبالاة، فسقطوا في خطية أخطر وهي الرياء والخداع حتى في معاملاتهم مع الله ورجاله. "وإذا سألك هذا الشعب أو نبي أو كاهن قائلًا: ما وحي الرب؟ فقل لهم: أي وحي (ثقل)؟! إني أرفضكم هو قول الرب. فالنبي أو الكاهن أو الشعب الذي يقول وحي (ثقل) الرب أعاقب ذلك الرجل وبيته. هكذا تقولون الرجل لصاحبه، والرجل لأخيه: بماذا أجاب الرب؟ وماذا تكلم به الرب؟ أما وحي الرب فلا تذكروه بعد، لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه، إذ قد حرفتم كلام الإله الحيّ رب الجنود إلهنا. هكذا تقول للنبي: بماذا أجابك الرب، وماذا تكلم به الرب. وإذا كنتم تقولون: وحي الرب، فلذلك هكذا قال الرب من أجل قولكم هذه الكلمة وحي الرب، وقد أرسلت إليكم قائلًا: لا تقولوا وحي الرب. لذلك هأنذا أنساكم نسيانًا، وأرفضكم من أمام وجهي أنتم، والمدينة التي أعطيتكم وآباءكم إياها. وأجعل عليكم عارًا أبديًا وخزيًا أبديًا لا يُنسى" [33-40]. جاء الحديث هنا يدور حول كلمة "وحي a mass" التي تُستخدم بمعانٍ كثيرة؛ وهي مقتبسة من الفعل nasa، معناها "يرفع" أو يحمل"، فيكون الاسم معناه "حمل burden" أو "ثقل". أُستخدم في العهد القديم ليعني ثقلًا يصدر عن سيد أو إله أو من حيوانات أو بشر، وهنا يعني الالتزام بثقل المسئولية القيادية أو الدينية، أو السقوط تحت ثقل حكم الله، لكن أحيانًا تستخدم كتعاليم نبوية أو وحي نبوي. هنا يقصد بها الوحي. كثيرًا ما تكررت كلمة "ثقل" في هذه القطعة، إذ تطلع الأنبياء الكذبة والكهنة والشعب إلى كلمة الرب باحتقار واستخفاف وحسبوها ثقلًا، ترعبهم وتخيفهم، كانت ثقيلة على نفوسهم كما يقول القديس جيروم. إذ يسأل الأنبياء الكذبة أو الشعب: ما هو وحي (ثقل) الرب؟ تأتي الإجابة: "أي وحي؛ إني أرفضكم هو قول الرب" [33]، يترجمها البعض: "أنتم هو الثقل (الوحي) إني أطرحكم (أرفضكم)"؛ وكأنه يقول: ليست كلمة الرب ثقلًا، بل أنتم بخطاياكم تمثلون ثقلًا وتستحقون الطرح خارجًا! مرة أخرى يقول: "لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه (ثقله)" [36]، وكأن الله يؤكد إن كلمته ليست ثقلًا، إنما كلمات الإنسان هي التي تحطمه كثقل على نفسه! إنه يطالبهم: "لا تقولوا وحي الرب" [38]، ربما لأنه يرفض استخدام هذه الكلمة massaالتي استخدموها للتعبير عن مشاعرهم نحو كلمة الرب كثقل؛ أو أن الله بهذا يوبخهم: لماذا تطلبون تعاليم الرب وقد أقمتم أنفسكم آلهة، يسمع كل واحد لتعليمه الذاتي لا لصوتي، تطلبون أن تسمعوا تعاليمي وأنتم تهينونها برفضكم إياها؟! لقد نسوا صوت الرب حتى إن طلبوه بأفواههم، لذلك يقول: "هأنذا أنساكم نسيانًا" [39]. لم يطيقوا سماع صوت الرب، لهذا جاءت الثمرة: "أرفضكم من أمام وجهي" [39]. أهانوا الكلمة الإلهية واحتقروها، لهذا يرفض الله المدينة التي حسبها قبلًا مدينته المقدسة، والتي وهبها لهم ولآبائهم، ويسكب عارًا وخزيًا عليهم [40]. |
|