|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وفي مَساءِ ذلك اليَومِ، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: السَّلامُ علَيكم! "جاءَ يسوعُ" فتشير الى مجيء المسيح القائم من الموت المُتكرِّر بين خاصته (يوحنا 14: 3، 16: 16، 1: 9)، والرجوع إليهم ليقودهم ويرافقهم كما يرافق الراعي خرافه (يوحنا 14: 3-18)؛ ومجيئه والأبواب مغلقة تؤكد أنَّ جسده القائم من الأموات له طبيعة جديدة الذي لم يُعد خاضعاً لنفس قوانين الطبيعة كما كان قبل موته، حيث كان يخترق الجدران والحواجز (يوحنا 20: 26)، بل أصبح ممكناً له الدخول والأبواب مغلقة. وهو غير مُقيّد بحدود الزمان والمكان. وهذا لا يعني أنه كان شبحا او خيالا بل " جِسْمًا رُوحِيًّا" كما سمّاه بولس الرسول (1 قورنتس 15: 44). وهذا هو ظهور المسيح الأول لكل التلاميذ. أمَّا فعل "وقف" فيشير الى وِقفة القيامة. وقوف يسوع في وسطهم والأبواب مغلقه لم يكن بعملٍ معجزي، لأن هذه هي طبيعة الجسم القائم من الأموات، إنما ما أراد يسوع تأكيده هنا هو أنه قام بذات الجسم، لكنه بجسم مُمجَّد. وبهذا يؤكد يسوع المسيح حضورَه في كلّ مكان، حضورًا غير خاضع لشريعة المكان والزمان والحدود المادية، وغير مُقيّد بالحاجات الماديّة والبيولوجيّة، ولا بقوانين الطبيعة كالجاذبيّة الأرضيّة. انه الجسد هو بذاته لابسٌ عدم الفساد كما جاء في رسالة بولس الرسول " فلا بُدَّ لِهذا الكائِنِ الفاسِدِ أَن يَلبَسَ ما لَيسَ بِفاسِد، ولِهذا الكائِنِ الفاني أَن يَلبَسَ الخُلود"(1 قورنتس 15: 53)؛ ويُعلق القديس أوغسطينوس حول "طبيعة الجسد المُقام" بقوله "على أي حال، أيا كانت طبيعة الجسد الروحاني، ومهما كانت عظمة نعمته، أخشى أن أتحدث في هذا، لأننا لا زلنا لا نحمل أية خبرة بخصوص هذه الحقيقة". |
|