رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح حاضر في الكنيسة باستمرار الأفخارستية، سر جسد المسيح ودمه، هو المكان الأنسب، لتواجد الرب غير المنظور على الأرض، وهو الحضور الذي يسمح لنا بالعيش بقربه، فهو بفضل هذا السر منح الكنيسة سر وجوده الدائم، الذي يعطي الكنيسة تباشير الخلاص والانتصار. فعندما تكلّم النبي أشعيا عن المولود من العذراء وقال إنه سيدعى عمانوئيل أي "الرب معنا"، تنبأ عن هذا الحدث الهائل الذي كانت تنتظره البشرية بفارغ الصبر، ألا وهو، وجود الله بين الناس. فشعب العهد القديم، كان يتمسّك تمسكاً كبيراً جداً بالاحتفاظ بتابوت العهد، الذي كان يرمز إلى وجود كلمة الله في وسط شعبه، وكانت ألواح العهد والتابوت أشياء مادية لا حياة فيها، غير أنها كانت تعبّر ولو بشكل رمزي عن هذه الحقيقة التي أصبحت واقعاً في سر القربان الأقدس وجعلت الربّ يسوع، الكلمة المتجسّد، يسكن وسط شعبه الذي هو الكنيسة بشكل فعلي، فيقّوي ثقة الكنيسة ويمنحها الفرح الناجم عن وجوده، والاطمئنان النابع من قدرة الله التي تحمي الكنيسة والمؤمنين، لأنه كما يقول الكتاب: "إن كان الّرب معنا، فمن علينا"، وإن كان المسيح موجود فيما بيننا، فأي شيء نخشى؟ وهذه الحقيقة، حقيقة وجود المسيح في القربان، بالغة الأهمية في حياة الكنيسة، وهي التي تحرّك قدرات رجالها معنوياً وفعلياً، وتمنحهم الثقة الضرورية لمجابهة المخاطر، لأن أملها باجتيازها لا يحدّه شك طالما الاتكال على المسيح كامل، وهو موجود فيها كما كان في السفينة مع الرسل يوم العاصفة، لم يشعروا بوجوده لأنه كان نائماً، يقول الكتاب: "ولكنه كان موجوداً، وهذا يكفي، وفي الواقع انتهر الريح، وهدأت العاصفة" (مر 4: 35-41، متى 8: 23-27). وهكذا، فالمسيح ينقذ الكنيسة، بفضل وجوده السرّي فيها، من مختلف المخاطر ويحفظ إيمان الملتجئين إليه سالما، حتى أمام براثِن الوحوش. ولنتذكّر في هذا الموضع، كيف كان مسيحيو روما يتناولون القربان المقدّس قبل الدخول إلى حلبة الأسود، ولا يعودون يخشون الاستشهاد ولا يهابون الموت لأن الّرب معهم. وبالمناسبة، نذكر ما لسر هذا الوجود من أهمية في حياة الرهبان والراهبات وكل من يكرّس حياته في البتولية من أجل المسيح، فهو بوجوده بينهم يملأ الفراغ الذي تتركه في قلوبهم حياة العزوبية، ويعوّض المتعبدين له عن ذلك الفراغ بغنى محبته وحضوره في حياتهم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المسيح حاضر في الصلاة الطاهرة |
المسيح حاضر في المُتألمين🖤 |
مجد الله كله حاضر في شخص يسوع المسيح |
البابا يتحدث عن حاضر الكنيسة في حملة روح وحياة |
المسيح حاضر معنا |